منتدى شباب جنوب الوادى
أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم إذا كنت غير مشترك بالمنتدى يشرفنا اشتراكك معنا
منتدى شباب جنوب الوادى
أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم إذا كنت غير مشترك بالمنتدى يشرفنا اشتراكك معنا
منتدى شباب جنوب الوادى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب جنوب الوادى

منتديات شباب جامعة جنوب الوادى وصعيد مصر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العدد الثانى من رجل المستحيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

العدد الثانى من رجل المستحيل Empty
مُساهمةموضوع: العدد الثانى من رجل المستحيل   العدد الثانى من رجل المستحيل Emptyالخميس مايو 01, 2008 12:31 pm

البسملة
شكر

أعرض لكم إخواني قصة أخرى من قصص رجل المستحيل للكاتب الدكتور نبيل فاروق

وهي القصة رقم 2 في السلسلة بعنوان


سباق الموت


1- المطاردة ...
تصاعدت فقاعات الهواء إلى سطح البحر الأحمر قبل أن يبرز من تحت الماء رجلان في ثياب الغوص .. كان أحدهما ممتلئ الجسم قليلا والآخر طويل وسيم عريض المنكبين .. صعد الممتلئ إلى سطح الزورق البخاري الذي ينتظرهما وهو يسب ساخطا .. وبهدوء تبعه الطويل ووقف هادئا ينزع عن كتفيه أنبوبتي الأكسجين الخاصتين بالغوص على حين أخذ الممتلئ يصيح بغضب :
- هذا الرجل مجنون .. لن أصحبه إلى الغوص مرة أخرى أبدا .. فليبحث عن مدرب آخر إذا ظل مصرا على الاستمرار في تدريبات الغوص .. إنه مجنون أحمق
ابتسم النقيب بحري شوقي حسين الذي يقود الزوق البخاري وقال وهو يربت على كتف البدين محاولا تهدئته :
- لقد سبق أن أخبرتك يا زميلي العزيز أن هذا الرجل من نوع خاص وهذا قبل أن تبدأ في ...
قاطعه الممتلئ في صوت غاضب :
- ولكنك لم تخبرني أنه نوع خاص من الجنون .. لا .. لن أصحبه إلى الغوص مرة ثانية أبدا
قال النقيب شوقي محذرا الرجل الممتلئ :
- احترس أيها النقيب مصطفى .. هل نسيت أن هذا الرجل الذي تتهمه بالجنون يفوقك برتبتين ؟
ضغط النقيب مصطفى على أسنانه وصمت على حين تكلم الرجل الطويل الذي كان قد انتهى من نزع ملابس الغوص فقال بصوت هادئ :
- لا تذكر ذلك مطلقا أيها النقيب شوقي .. عندما حضرت إلى هنا لتلقي تدريبات الغوص طلبت من النقيب مصطفى أن يتجاهل تماما رتبتي ويذكر فقط أنني تلميذه في دروس الغوص وإلا ما استطاع إفادتي بالدرجة المطلوبة وما زلت مصرا على طلبي هذا
تمتم النقيب مصطفى ببضع كلمات غاضبة ولكن يبدو أنه لم يستطع كتمان غيظه إذ اندفع فجأة يقول للنقيب شوقي بحدة :
- هل رأيت في حياتك كلها رجلا يطارد سمكة قرش مفترسة بدلا من أن تطارده هي ؟
ارتفع حاجبا النقيب شوقي بدهشة على حين علت ابتسامة على شفتي الرجل الطويل الذي ارتكن إلى حاجز الزورق بلا مبالاة يستمع إلى النقيب مصطفى وهو يصيح :
- لقد كنا نسبح تحت الماء بهدوء عندما شاهدنا سمكة من نوع القرش الأبيض المفترس وكدت أتنهد ارتياحا عندما شاهدتها تبتعد دون أن تهاجمنا .. كان من الواضح أنها لم تلاحظنا أو أنها متخمة بالطعام .. وفجأة شاهدت هذا المجنون ... أقصد هذا الرجل يسبح باتجاهها ممسكا ببندقية الصيد .. وعندما حاولت منعه تجاهلني تماما ... وظل يطاردها بإصرار ... ولست أدري لماذا أخذت هذه السمكة تهرب وهو يطاردها ؟ .. لابد أن غريزتها قد أوحت إليها أنه مجن... أقصد مصرا على صيدها ...
ابتسم النقيب شوقي وهو يختلس النظر إلى الرجل الطويل الذي بدأ في ارتداء ملابسه ثم التفت إلى زميله النقيب مصطفى وقال :
- وربما ارشدتها غريزتها إلى أن غريمها ليس رجلا عاديا وإنما هو المقدم أدهم صبري
قطب مصطفى حاجبيه وقال بعناد :
- حتى لو كان يحمل رتبة مقدم .. لن أواصل الغوص بصحبته فليبحث عن مدرب آخر
ابتسم أدهم صبري وقال بهدوء :
- وهل تعتقد أنك ستجد تلميذا نجيبا مثلي يستوعب دروس الغوص بهذه السرعة ؟ ألم تخبرني بلسانك أنني موهوب في هذا المجال ؟
أشار إليه مصطفى بسبابته وهو يقول بحدة :
- ولكنك في اليوم الأول خالفت تعليماتي وهبطت إلى عمق يزيد على الخمسين قدما برغم أني حذرتك من ذلك .. واليوم تطارد سمكة متوحشة ما الذي تنوي فعله في المرة القادمة ؟
وقبل أن يجيبه أدهم سمع الجميع صوت صفارة جهاز الارسال الموجود بالزورق .. أسرع النقيب شوقي إلى الجهاز وقال متحدثا في بوقه :
- هنا الدولفين ... أسمعك بوضوح .. حول
وبعد فترة من الصمت قال :
- حسنا سنكون في ميناء الغردقة بعد عشر دقائق تقريبا
ثم اغلق الجهاز ووضع المسماع والتفت إلى النقيب مصطفى والمقدم أدهم وقال :
- يبدو أنهم يطلبونك على الشاطئ يا سيدي المقدم .. لقد أمرونا بالعودة في الحال .. وبسرعة .. يقولون إن الأمر عاجل جدا .
***


عدل سابقا من قبل هزيم الألم في الخميس أبريل 09, 2009 11:35 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

العدد الثانى من رجل المستحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العدد الثانى من رجل المستحيل   العدد الثانى من رجل المستحيل Emptyالخميس مايو 01, 2008 12:32 pm

<HR style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>
2- سباق المخابرات ....
أشار مدير المخابرات الحربية إلى مقعد أمام مكتبه وقال وهو ينظر إلى أدهم :
- اجلس يا أدهم واستمع إلى جيدا .. لقد طلبت إحضارك بسرعة من الغردقة قاطعا تدريبات الغوص التي تمارسها من أجل مهمة عاجلة وخطيرة
جلس أدهم بهدوء وأخذ يستمع إلى مدير المخابرات الذي استطرد قائلا :
- الأمر يتعلق بعملية سرقة .. سرقة تصميم علمي لسلاح خطير
استمع أدهم باهتمام عندما تابع المدير قائلا :
- سأشرح لك الأمر بالتفصيل .. صباح اليوم اغتيل الدكتور ألفريد جورج عالم الطاقة الشهير .. ومن المعروف أنه كان يعمل لتصميم سلاح جديد يعد من أخطر أسلحة القرن العشرين .. ولقد أصبح واضحا أن اغتياله كان بسبب الحصول على هذه التصاميم .. تحرياتنا تؤكد أن أحدا لم يحصل على هذا التصميم حتى الآن فقد أخفاه الدكتور ألفريد في مكان غامض .. ولما كان يعمل وحده فإن الطريقة الوحيدة لمنع وقوع هذا التصميم في يد دولة معادية هي الحصول عليه قبل مخابراتها وهذه هي مهمتك أيها المقدم .. الحصول على التصميم أو .. إعدامه .. المهم ألا يقع في أيدي أعدائنا .
اعتدل مدير المخابرات في مقعده واستطرد :
- هذا الأمر سيكون بمثابة سباق رهيب .. النصر كل النصر للفائز والهزيمة كل الهزيمة للآخرين .. ومن الجدير بالذكر أن مخابرات ثلاث دول أخرى تبحث عن التصميم في نفس الوقت
قال أدهم بهدوء :
- هذا يعني أنني إما أن أنجح في الحصول على التصميم وإحضاره إلى مصر وإما أن أدمره وأمنع الجميع من الحصول عليه
أشار المدير بالسبابة وقال :
- بالضبط .. وسوف تستقل الطائرة المسافرة إلى إنجلترا بعد ساعة واحدة من الآن .. وبالمناسبة .. سوف ترافقك الملازم منى توفيق في هذه العملية
ضغط أدهم على أسنانه بغيظ وقال :
- أليس من الأفضل أن أعمل وحدي يا سيدي ؟ أنت تعلم المتاعب التي سببتها لي في باريس
صاح المدير بنفاذ صبر :
- أية متاعب ؟ لقد قلت بنفسك في تقرير مهمة باريس أنها ممتازة كمبتدئة .. أليس كذلك ؟
قال أدهم بضيق :
- هذا صحيح يا سيدي ولكن ...
قاطعه المدير قائلا :
- لست مستعدا لمناقشة هذا الأمر أيها المقدم ... سترافقك الملازم منى كما أمرتك .. اثنان أفضل من واحد بالتأكيد
قال أدهم مستسلما بضيق :
- أمرك يا سيدي
ثم قال لنفسه :
- اثنان أفضل بالتأكيد عندما يكونا رجلين .. لا رجلا وفتاة
أعقب هذا بأن نهض واقفا وقال :
- هل تسمح لي بالانصراف يا سيدي .. أريد إعداد حقيبتي والقيام ببعض الاجراءات الضرورية
أومأ مدير المخابرات موافقا وهو يشير لأدهم بالانصراف .. وقبل أن يبلغ الباب ناداه المدير قائلا :
- خذ حذرك هذه المرة تنافسك فيه مخابرات ثلاث دول .. ولا مجال للرحمة والتهاون في عمل المخابرات
ابتسم أدهم وقال :
- سنفوز في هذا السباق يا سيدي ... أعدك بذلك
وما أن أغلق أدهم الباب وراءه حتى ابتسم مدير المخابرات وقال :
- أنا واثق من ذلك أيها المقدم فأنت أصلح رجل للمهام المستحيلة
غادر أدهم مكتب مدير المخابرات ثم اتجه إلى الطابق السفلي من مبنى المخابرات الحربية إلى غرفة تحمل الرقم خمسة وما أن دخلها حتى هب رجل بدين مكتظ الوجه يحييه قائلا :
- المقدم أدهم صبري .. مرحبا .. منذ أربعة شهور لم تدخل معملي .. كيف حالك ؟
ابتسم أدهم وهو يصافح الرجل قائلا :
- في خير حال يا قدري .. أرى أنك ازددت بدانة عما قبل
ضحك قدري بمرح وقال :
- هذا بسبب الجلوس الطويل والغذاء الشهي يا صديقي
ثم قال بصوت خافت :
- ألم تتزوج حتى الآن ؟ لو أنك فعلت لما ظل جسمك نحيلا هكذا
قال أدهم بجدية وهو يتطلع إلى ساعته :
- للأسف ليس عندي الوقت الكافي لمبادلتك هذه الدعابات يا صديقي .. فأنا مسافر إلى لندن بعد أقل من ساعتين وأحتاج إلى أحد تحفك الفنية
تناول قدري آلة تصوير صغيرة بجواره وهو يقول :
- أنا في خدمتك أيها المقدم .. كيف تريدها هذه المرة ؟
تلفت أدهم حوله وقال :
- هل لديك الأدوات اللازمة ؟
ضحك قدري وقال :
- عندي كل شئ كالعادة .. ولكن عليك بالاسراع وإلا رحلت الطائرة بدونك
بعد حوالي خمس دقائق كان أدهم يدخل إلى الغرفة رقم عشرة وهو يمسح وجهه بمنديل أزرق .. وقف الرجل الذي بداخل الحجرة وقال بابتسامة :
- مرحبا يا سيادة المقدم .. كيف حالك ؟
قال أدهم بابتسامة :
- بخير .. هل لديك جديد هذه المرة ؟
ابتسم الرجل وقال :
- بالطبع .. وأعتقد أن الذي لدي سيعجبك هذه المرة
نظر أدهم إلى ساعته وقال :
- أتعشم ذلك فلم يعد لدي الوقت الكافي للانتقاء
خرج أدهم من الغرفة رقم عشرة بعد ربع ساعة .. وما إن أغلق الباب خلفه حتى ابتسم الرجل الجالس بداخلها بإعجاب وقال محدثا نفسه بصوت عال :
- يا له من رجل !! إنه يستحق عن جدارة لقب .. رجل المستحيل .
***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

العدد الثانى من رجل المستحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العدد الثانى من رجل المستحيل   العدد الثانى من رجل المستحيل Emptyالخميس مايو 01, 2008 12:33 pm

3- بداية الصراع ....
صعد ركاب طائرة مصر للطيران بهدوء إلى طائرتهم وما أن جلس أدهم على مقعده حتى قال للفتاة الجالسة بجواره :
- مرحبا أيتها الملازم ... هل أحضرت أدوات ميكياجك ؟
ابتسمت منى وقالت :
- برغم هذا الاسلوب الجاف الذي تعاملني به يا سيادة المقدم فأنا سعيدة بأننا عدنا للعمل سويا .. من دواعي فخري أن أعمل مع ( ن – 1 )
ضغط أدهم على أسنانه وهو يحكم رباط حزام مقعده وقال :
- من الأفضل أن تقولي ذلك في ميكروفون الطائرة حتى يعلم الجميع أنني ضابط مخابرات مصري
اصطبغ وجه منى بحمرة الخجل وهي تقول بصوت هامس :
- آسفة يا سيادة المقدم .. لقد نسيت نفسي لحظات
قال أدهم ببرود دون أن يلتفت إليها :
- في مهنتنا نخسر الكثير بسبب لحظات سهو .. حاولي أن تكوني أكثر حرصا أيتها الملازم
أطرقت منى بحرج وساد بينهما الصمت حتى أقلعت الطائرة وحل كل منهما حزام مقعده ثم التفت إليها وقال :
- أريد التزاما كاملا بالخطة هذه المرة أيتها الملازم ولا داعي لهذه الخطوات الفرعية التي تتخذينها بمفردك
ابتسمت منى بخبث وقالت :
- احترس يا سيادة المقدم فلو سمعك أحد تلقبني بالملازم لاستنتج أنني أعمل في المخابرات أو على الأقل في الشرطة
ابتسم أدهم بالرغم منه وقال :
- حسنا .. لقد أصبحت سرعة استيعابك للدروس كبيرة
ثم تحولت لهجته إلى الجدية وهو يقول بصوت خافت :
- سنقيم في فندق ويجنت في قلب مدينة لندن بأسمائنا الحقيقية ... سأنزل هناك كرجل أعمال مصري كالعادة أما أنت فستكونين سكرتيرتي الخاصة وينبغي أن نتوخى الحرص جدا .. وليكن معلوما لديك أن أمرنا سينكشف حتما ما دمنا سننضم إلى سباق البحث عن التصميم الذي وضعه الدكتور ألفريد .. وأن هذه المهمة من أخطر المهمات التي واجهتني حتى الان لأنه من المفروض أن أواجه مخابرات ثلاث دول وأنا أعلم جيدا ان تلك الدولة الصغيرة التي نواجهها باستمرار ستنضم إلى السباق وربما كانت تعمل تحت لواء إحدى الدول الثلاث كعادتها .. باختصار ... ينبغي أن تكون تحركاتنا كلها مدروسة بدقة وعناية ولا مجال هنا للخطأ أو السهو
أشارت منى برأسها علامة الفهم فاعتدل أدهم في مقعده وأخرج بعض الأوراق من حقيبته وبدأ مراجعتها باهتمام .. خيم عليهما الصمت وأخذت منى تتطلع من نافذة الطائرة إلى البحر المتوسط وسرعان ما أغلقت عينيها واستغرقت في النوم حتى أيقظها أدهم وهو يبتسم قائلا :
- هيا يا منى .. عليك بربط حزام مقعدك .. ستهبط الطائرة بعد قليل
ثم أردف وهو يعتدل :
- نومك دليل على قوة أعصابك أو .. عدم استيعابك لخطورة الموقف
لم تمض نصف ساعة حتى كانت سيارة الأجرة التي أقلتهما من مطار هيثرو قد وصلت إلى فندق ويجنت .. أسرع عاملو الفندق في حمل حقيبتيهما إلى حيث موظف الاستقبال الذي تناول جوازي سفرهما وهو يقول مرحبا :
- مرحبا بكما في المملكة يا مستر صبري ويا مس منى .. سنوفر لكل منكما جناحا جميلا ونرجو أن تكون إقامتكما في فندقنا ممتعة
ثم ناولهما جوازي السفر بعد أن انتهى من تدوين بياناتهما وسرعان ما صعدا إلى جناحيهما .. وما إن استقر أدهم في جناحه حتى أخرج من حقيبته صندوقا صغيرا وأخذ يتفحص محتوياته بعناية ثم تناول الهاتف واتصل بإدارة الفندق وقال :
- أريد استئجار سيارة سبور سريعة .. نعم أحتاج إليها لإنجاز بعض الأعمال .. فليكن .. نعم .. أريدها في الحال
وما إن أنهى الاتصال حتى عاد ليتصل بالجناح الذي تقيم به منى وما إن سمع صوتها حتى قال :
- هل انتهيت من إفراغ حقيبتك ؟ ... سوف نخرج بعد قليل لإنجاز بعض الأعمال
قالت منى بتخاذل :
- ألا يمكننا الحصول على بعض الراحة ؟
أجابها أدهم وقد ظهر الغيظ واضحا في نبراته :
- لا وقت للراحة .. يجب أن نحاول إنجاز هذه الصفقة في أقرب وقت ممكن .. ولا تنسي أن ثلاث شركات كبرى تنافسنا في الحصول عليها
أسرعت منى تقول وقد لاحظت نبرات الغيظ في لهجة أدهم :
- بالطبع يا سيدي .. سأكون مستعدة بعد خمس دقائق على الأكثر
وبعد خمس دقائق بالفعل كانت منى تجلس مع أدهم في ردهة الفندق وكان الغضب يبدو واضحا على ملامح أدهم وهو يقول لموظف الاستقبال :
- كيف لم تصل السيارة التي طلبتها حتى الآن ؟ .. وربما أخطأت بالاقامة هنا في فندقكم
قال موظف الاستقبال بلهجة تجمع بين الأدب والبرود الانجليزي الشهير :
- الطريق من مكتب السيارات الذي نتعامل معه حتى هنا يحتاج إلى عشر دقائق يا سيدي .. وستكون السيارة هنا بعد ثلاث دقائق بالضبط من الآن
وبالفعل كانت السيارة التي طلبها أدهم أمام الفندق بعد ثلاث دقائق بالضبط .. كانت من النوع الأمريكي المعروف باسم ترانس إم وهي من السيارات السريعة التي تم تعديلها بحيث انتقل مقودها إلى الناحية اليمنى بحسب نظام المرور المتبع في المملكة المتحدة بأسرها وهي تتسع لراكبين فقط
ألقى عليهاأدهم نظرة سريعة .. كانت تتفق مع النوع الذي يفضله في القيادة وسرعان ما استقلها هو وزميلته وانطلق بها وقال موجها حديثه إلى منى :
- يعجبني في السيارات الانجليزية أن عجلة قيادتها إلى اليمين وهذا يتيح لي القيادة واستخدام يدي اليمنى في اطلاق النار في آن واحد
ابتسمت منى ابتسامة خفيفة ثم سألته باهتمام :
- إلى أين نحن ذاهبان بالضبط ؟
أجابها أدهم دون أن يبعد بصره عن الطريق :
- إلى الريف الانجليزي الشهير .. استمعي إلى جيدا .. من المؤكد أن الدكتور ألفريد قد أخفى التصميم في أحد الأماكن التابعة له .. وهي لا تتعدى منزله في أكسفورد أو منزله الريفي القريب من لندن أو يخته البخاري الصغير أو معمله .. الاحتمال الباقي أن يكون قد أودعه صندوقا في أحد البنوك أو عند أحد المحامين ... ومهمتنا هي بحث هذه الاحتمالات جميعا .. ولقد فكرت أن نبدأ بالبحث في منزله الريفي فلقد كان يعشق الريف
سألته منى بدهشة :
- وكيف سنبحث في المنزل الريفي ؟ هل سيسمحون لنا بذلك ؟
ابتسم أدهم ابتسامة ساخرة وهو يقول :
- ومن قال إننا سنطلب الأذن بذلك ؟
ثم ضغط دواسة البنزين وزاد من سرعة سيارته عندما وصل إلى بداية طريق الريف الانجليزي ...
وفي نفس اللحظة في الفندق وفي حجرة جانبية صغيرة وقف موظف الاستقبال الانجليزي أمام رجل نحيل أجدع الأنف كمعظم بني جنسه أصلع الرأس عدا سالفيه الممتلئين بالشيب .. ضيق العينين ...
كان هذا الرجل ممسكا بورقة صغيرة يقرؤها وقد قطب حاجبيه .. وما أن أنتهى منها حتى ألقاها جانبا وفرد قامته الطويلة ونظر إلى موظف الاستقبال بعينين فيهما خبث الثعالب وشراسة الذئاب وابتسم ابتسامة صفراوية وهو يقول بخبث :
- أدهم صبري ! .. يا للمصادفة !! إنه رجل المخابرات المصري الذي تسبب في عزل شقيقي إليعازر .. إذن فقد دخلت المخابرات المصرية السباق
وازدادت عيناه ضيقا وهو يقول :
- لن تتسع الساحة لمخابراتنا والمخابرات المصرية معا .. لابد أن يتنحى أحدنا
قال موظف الاستقبال باهتمام :
- لابد أن نسرع في الحصول على التصميمات قبل أن يصل إليها غيرنا يا مستر حاييم
احتقن وجه الرجل وصاح فيه بغضب :
- لا تذكر اسمي مرة ثانية ... هل سمعتني ؟ سأقتلك لو فعلتها مرة أخرى
ارتعد موظف الاستقبال وقال بارتباك وذعر :
- أنا آسف .. آسف جدا يا سيدي .. أنا ...
قاطعه حاييم قائلا :
- اصمت ودعني أفكر بهدوء
صمت موظف الاستقبال برعب وهو يتطلع إلى حاييم الذي أطرق مفكرا وما هي إلا لحظات حتى رفع رأسه وقال بابتسامته الخبيثة :
- أنا أكره خوض السباقات .. بدلا من أن أسرع بالحصول على التصميم سأخلى الساحة أولا ..
نظر إليه موظف الاستقبال في تساؤل فمال على مقعده وأغلق عينيه بهدوء وقال :
- سنتخلص من الضابط المصري المدعو أدهم صبري وزميلته .. سآمر بتصفيتهما في الحال .
***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

العدد الثانى من رجل المستحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العدد الثانى من رجل المستحيل   العدد الثانى من رجل المستحيل Emptyالخميس مايو 01, 2008 12:33 pm

4- قتال في الريف ....
وقفت منى بتوتر تتلفت حولها على حين وقف أدهم بجوارها هادئا وقد أمسك أمام عينيه بمنظار مقرب يوجهه نحو المنزل الريفي الذي كان يملكه الدكتور ألفريد جورج .. ثم ناولها المنظار وهو يقول :
- هذه هي غايتنا .. منزل ريفي مكون من طابقين وله مدخل رئيسي يمر بالحديقة ومدخل خلفي صغير .. ومن الواضح أنه خال في الوقت الحاضر
ثم نظر في ساعته وقال :
- سيحل الظلام بعد أقل من ساعة وعندما يحدث ذلك سندخل إلى المنزل ونقوم بتفتيشه
قالت منى مداعبة :
- تقصد سنقوم بسرقته كاللصوص
نظر إليها أدهم بضيق أشعرها بالحرج ثم قال بلهجة خافتة :
- سأطلق عليها سرقة لو اننا وفقنا في الحصول على التصميم .. أما لو لم يحدث ذلك فتصبح مجرد زيارة ليلية
ثم عاد ينظر إلى المنزل غير منتظر لتعليقها ولم تحاول هي ذلك بل التزمت الصمت وقد شعرت ببعض الضيق والحرج .. وفجأة .. تحول ضيقها إلى غضب وحرجها إلى عناد فالتفتت إلى أدهم وقالت :
- سيدي المقدم .. ألا تعلم أنني قد اجتزت اختبار القبول في المخابرات الحربية بنجاح وبدرجة ممتاز ؟
التفت إليها أدهم بدهشة فتابعت بنفس اللهجة الغاضبة :
- وأن تدريباتي في قطاع مكافحة الجاسوسية كانت على أرقى مستوى .. وأن نتائجها كانت ممتازة .. وأنني أجيد مثلك استخدام جميع أنواع الأسلحة و ...
قاطعها أدهم بلهجة ساخرة قائلا :
- وماذا عن تدريباتك العملية أيتها الملازم ؟ كم مهمة قمت بها ؟ هل تم تدريبك على خلط المشاعر الشخصية بظروف العمل ؟ أم أن هذا يرجع إلى نقص في الخبرة ؟
كانت عبارات أدهم لاذعة حتى أن منى صمتت تماما ولم تستطع التفوه بكلمة واحدة واحتقنت الدماء في وجهها بشدة وكادت الدموع تفر من عينيها .. ولكن أدهم لم يلتفت إلى كل هذا وإنما عاد يتطلع إلى ساعته ويقول بلا مبالاة :
- بعد عشرين دقيقة من الآن سنذهب سيرا على الأقدام إلى المنزل الريفي .. وحتى ذلك الحين لن نتحدث إلا فيما يخص العمل
ثم أودع كفيه في جيبي معطفه ولم تفارق عيناه المنزل الريفي
كان الظلام يزحف على تلك المنطقة الريفية الهادئة عندما أشار أدهم إلى منى وقال بصوت منخفض :
- هيا .. سنبدأ عملنا الآن
تسللا إلى المنزل الريفي بهدوء واجتازا السور الشائك ثم عبرا الحديقة إلى الباب الخلفي الصغير .. ووقفت منى تراقب الموقف على حين أخذ أدهم يعالج قفل الباب بهدوء ومهارة إلى أن انفتح محدثا تكة صغيرة ثم دلف إلى الداخل وتبعته منى .. وما إن أغلق الباب خلفه حتى أخرج مسدسه وأمسك به بيمناه على حين أضاء مصباحا كهربائيا صغيرا في يسراه وأخذ يتحرك بخفة وسرعة ويجوس في أنحاء المنزل الواسع باحثا عن التصميم ...
بحث أدهم ومنى في كل مكان يمكن أن يخفي فيه الدكتور ألفريد تصميمه السري .. وبعد أكثر من ثلاث ساعات قال أدهم بهدوء :
- من الواضح أن التصميم ليس هنا
قالت منى بصوت متعب :
- أستطيع أن أؤكد هذا أنا أيضا بعد هذا البحث الدقيق الذي أجريناه
ثم جلست على مقعد ضخم وقالت وهي تشير إلى بركة صغيرة في منتصف الحجرة :
- انظر إلى هذا المشهد الرائع .. بركة من الرخام الأبيض في منتصف الحجرة وفي وسطها نافورة جميلة تمثل عروس البحر .. لابد أن الدكتور ألفريد كان يحمل مشاعر فنان رقيق
تجاهل أدهم عبارتها وقال :
- أين يمكن إخفاء هذا التصميم ؟
جائهما فجأة صوت أجش يقول بلهجة باردة وبلغة إنجليزية ركيكة :
- إنه ليس هنا على أية حال
قفز أدهم شاهرا مسدسه ولكن الضوء ملأ الردهة فجأة وشاهد أدهم ثلاثة رجال يحملون المدافع الآلية ويصوبونها إليه وإلى زميلته .. كانت ملامح الرجال الثلاثة تؤكد أنهم من الشرق الأقصى حيث الثلوج الشديدة والبرودة والمساحات شاسعة متسعة .. وكان من الواضح أن الرجل السمين الواقف في المنتصف هو أكثرهم سلطة لأنه تحدث بعجرفة وقال :
- أنتم من المخابرات المصرية بلا شك لأنكم تتحدثون العربية .. أليس كذلك ؟
خفض أدهم مسدسه .. لم تكن هناك فائدة منه أمام ثلاثة مدافع آلية مصوبة ومستعدة للانطلاق عند أول بادرة للمقاومة وابتسم وهو يقول :
- من الواضح أنك تفهم العربية وإلا ما أجبتني بالانجليزية الركيكة التي تستخدمها
قال الرجل بعجرفة وضيق :
- ستجيب عن أسئلتي فقط أيها الرجل .. ليس لك حق السؤال .. عليك أن تلقي بمسدسك هذا أولا
بسط أدهم قبضته فسقط المسدس تحت قدميه ثم ابتسم وقال للسمين :
- من المؤسف أنك حضرت في نفس اللحظة التي توصل فيها ذهني إلى مخبأ التصميم
نظر إليه الرجل بنظرة شك وقال :
- لقد كنت تسأل نفسك منذ لحظات عن مكان وجوده .. هل تظنني غبيا لتخدعني بعبارتك هذه ؟
هز أدهم كتفيه بلا مبالاة وأشار إلى البركة الصغيرة وقال :
- أراهن أنكم لم تقوموا بتفتيش هذه البركة ولا بفحص نقوشها .. هل سمعت عن الميكروفيلم يا صديقي ؟ إنه فيلم حساس له حجم صغير جدا حتى أنه يمكنك أن تخفيه في ساعتك
برقت عينا السمين وأخذ ينقل بصره بين أدهم والبركة ثم أشار إلى رجليه وقال لهما :
- افحصا البركة جيدا .. لو أن هذا الرجل يعبث بنا سأطلق عليه النار في الحال
هبط الرجلان إلى البركة وأخذا يفحصان جيدا أركانها ونقوشها وأخذت منى تتابعهما بعينيها بقلق .. كانت تعلم جيدا أن أدهم ليس من النوع الذي يسلم نفسه لأعدائه بهذه السهولة لابد أنه يدبر خدعة ما .. أما أدهم فقد ظل هادئا على حين كان السمين يراقبه بدقة وقد صوب مدفعه الآلي إلى صدره
كانت البركة في الطريق بين السمين وأدهم وفي أثناء بحث الرجلين جاءت لحظة أصبحا فيها بين أدهم والسمين .. وفي هذه اللحظة أخذ أدهم يسعل بشدة ثم مد يده بحركة عفوية وكأنه يبحث عن منديله .. وفجأة وقبل أن يدرك أحد ما حدث ألقى بقرص أبيض كبير في مياه البركة .. وما إن لامس القرص سطح الماء حتى بدأ بالفوران وتصاعدت منه فقاعات غزيرة ...
صاح الرجلان بفزع وقفزا من البركة على حين صاح بهما السمين :
- فلاديمير .. نابكوف .. ابتعدا .. إنكما تمنعاني من إطلاق النار على هذا الوغد ...
ولكن أدهم لم ينتظره .. وبقفزة بارعة تخطى البركة المائية واستقر خلفها بين الرجال الثلاثة وأسرعت قبضته اليسرى تشق طريقها إلى فك السمين على حين قبضت اليسرى على المدفع الآلي الذي يحمله .. ثم ارتفعت قدمه لتستقر بقوة على وجه رجل آخر على حين صاح الرجل الثالث بفزع :
- أيها المجنون سيتصاعد الغاز السام من الماء في الحال ويقتلنا جميعا
تجاهله أدهم تماما ووجه إليه عدة ضربات متتالية في بطنه وفكه وأنفه سقط الرجل على أثرها فاقد الوعي
كانت منى قد تناولت مسدس أدهم الملقى على الأرض وصوبته إلى الرجال وصاحت :
- قفوا .. وليلق كل منكم سلاحه
قفز أدهم جانبا وصوب المدفع الآلي الذي انتزعه من السمين إلى الرجال الثلاثة وهو يبتسم ساخرا على حين وضعت منى منديلها على فمها وأنفها وصاح السمين بذعر وقلق :
- حسنا أيها الشيطان .. سنستسلم ولكن يجب أن نخرج من هنا جميعا وإلا قتلتنا الغازات السامة التي ستتصاعد من قرصك
ضحك أدهم وقال :
- غازات سامة ؟ .. هذا ليس إلا في خيالك المريض يا صديقي .. كيف يمكن أن تخرج غازات سامة من قرص بسيط من أقراص معالجة الحموضة ؟
حدق فيه الرجال بدهشة سرعان ما تحولت إلى غيظ على حين رفعت منى منديلها عن وجهها وقالت بذهول :
- قرص مضاد للحموضة ؟ هل قامرت على ثلاثة رجال يحملون المدافع الرشاشة وليس لديك سوى قرص من أقراص معالجة الحموضة ؟ قرص فوار !
ابتسم أدهم وقال بهدوء :
- بل قامرت على مشاعر رجال مخابرات اعتادوا على العبث بهذه الكيماويات العجيبة .. كان من الطبيعي أن يتصوروا أن هذا القرص العادي سلاح خطير مادمت قد ألقيته بهذه الطريقة التي توحي بذلك
ابتسمت منى وقالت :
- يالك من رجل !!
فتمتم أحد الرجال الثلاثة بغضب :
- بل يالك من شيطان !!
ضحك أدهم ساخرا وقال :
- ما دمنا لم نجد التصميمات بعد فسأكتفي بمصادرة أسلحتكم أيها الزملاء .. فليس بين دولتينا عداء يستوجب قتلكم .. ولكن اسمحوا لي باتخاذ جانب الأمان فربما كان لدولتكم رأي آخر .
***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

العدد الثانى من رجل المستحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العدد الثانى من رجل المستحيل   العدد الثانى من رجل المستحيل Emptyالخميس مايو 01, 2008 12:35 pm

<HR style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>
5- لحظات الخطر ....
في طريق العودة التفتت منى إلى أدهم وسألته :
- لماذا هذا التصرف العجيب أيها المقدم ؟ يحاولون قتلك فتكتفي بإلقاء أسلحتهم في النهر وتقييدهم فقط ... ألم تخش أن يسعوا وراءك ؟
ابتسم أدهم ابتسامة خفيفة وقال :
- لست أحب العنف بدون مبرر أيتها الملازم ... ثم إنني لا أخشى شيئا على الاطلاق
صمتت منى قليلا ثم عادت تسأله :
- أين سنبحث هذه المرة ؟
أجابها أدهم وهو يوقف السيارة أمام فندق ويجنت :
- أمامنا منزله في أسفورد ويخته الخاص ومعمله .. أعتقد أنني أفضل يخته الخاص هذه المرة وما إن هبطت منى من السيارة حتى قال لها :
- اصعدي أنت إلى جناحك ولا تفتحي الباب حتى أدق ثلاث دقات متتالية سريعة
سألته بدهشة :
- وأين ستذهب أنت ؟
قال وهو يدير المحرك :
- عندي مهمة سريعة لابد من إنجازها
ثم انطلق بالسيارة قبل أن تستفسر منه عن وجهته فهزت كتفيها بلا مبالاة وصعدت إلى جناحها ...
كان يلازمها شعور بالخطر أثار حواسها .. فدخلت إلى جناحها بحذر وفتشته بعناية .. ولما لم تجد ما يستوجب الشعور بالخطر جلست على سريرها وأخذت تفكر في المهمة التي ذهب إليها أدهم حاولت استنتاج وجهته ولما فشلت استقلت على السرير وراحت استنتاج وجهته ولما فشلت استلقت على السرير وراحت في نوم عميق
وفجأة أيقظها هذا الشعور الغريزي المنذر .. قفزت واقفة بصورة مفاجأة وفي نفس اللحظة سمعت صوت ارتطام مكتوم وتصاعدت من فراشها رائحة حريق خافت
تنبهت حواسها فجأة .. كانت هذه أول محاولة قتل تتعرض لها دون أن يكون أدهم بجوارها .. تحركت بسرعة محاولة إيجاد حقيبتها في الظلام عندما ومضت طلقة رصاص أخرى ظهر على ضوئها الخافت شبح رجل قصير بجوار النافذة وسمعت صوت الارتطام المكتوم نفسه ولكن بدوى أعلى عند الحائط هذه المرة .. لم يكن هناك شك .. كان هذا الرجل الواقف بجوار النافذة يطلق عليها الرصاص من مسدس مزود بكاتم للصوت
وقبل أن يطلق الرجل رصاصته الثالثة قذفته منى بآنية زهور فخارية تأوه الرجل بألم وسب ساخطا وهو يطلق رصاصة ثالثة أصابت المقعد الذي قفزت منى خلفه .. أخذ عقلها يعمل بسرعة وارتباك وتساءلت في نفسها :
- كيف أصل إلى حقيبتي ؟ إنها في الطرف الآخر من الحجرة وهذا الظلام السخيف .. سيقتلني هذا الرجل بالتأكيد لو ظللت قلبعة هنا .. لابد من فعل شئ ما
وقبل أن تبادر منى بأية خطوة سمعت صوت ارتطام جسم بالأرض وصوت الرجل القصير وهو يسب ساخطا ثم سمعت ما ينبئ بحدوث شجار صامت .. قفزت منى قفزة واحدة إلى مفتاح الضوء فأوقدته ورفعت حاجبيها دهشة عندما وقعت عيناها على المشهد الذي يدور في جناحها
كان أدهم بملابس النوم يلتحم مع رجل قصير ضخم الرأس له أنف أجدع ... كان الرجل القصير يحاول تصويب المسدس إلى صدر أدهم الذي أمسك بذراع الرجل بقوة ووجه إلى بطنه لكمة قوية جعلته يتأوه بقوة ثم حمله في الهواء وأسقطه على الأرض
طار المسدس بعيدا فأسرعت منى تلتقطه وتقذف به إلى أدهم الذي تلقفه بمهارة وقبل أن يقف الرجل القصير على قدميه كان أدهم يصوب المسدس إلى رأسه ...
تسمر الرجل وامتلأت نظراته بالغيظ والحقد وبهدوء استند أدهم إلى مقعد قريب وأخذ يحرك المسدس بلا مبالاة وهو يقول للقصير :
- أنت مبتدئ في عالم المخابرات أيها القصير .. في المرة القادمة عندما تطلق الرصاص على شخص ما بغية قتله لا تجعل رصاصك يصطدم بالجدران
ابتسمت منى وقالت :
- هل تعني أن هذا هو الذي أحضرك هكذا كالملاك الحارس ؟
مط أدهم شفتيه وقال :
- بالطبع ... لقد أيقظني صوت ارتطام بالحائط .. صحيح أن المسدس مزود بكاتم للصوت ولكن الجدران ليست كذلك
ثم صوب المسدس إلى رأس الرجل وقال بحزم :
- من الذي أرسلك إلى هنا يا صديقي القصير ؟
رفع الرجل عينيه إلى السقف وظهر العناد على ملامحه ولم ينبس ببنت شفة ...
ابتسم أدهم وقال :
- يسعدني دائما التعامل مع مثلك من الرجال ... هؤلاء الذين يصرون على الصمت
ثم قال لمنى دون أن يرفع عينيه عن الرجل :
- أغلقي عينيك يا عزيزتي .. فأنا أشفق على فتاة مثلك أن تشاهد رجلا تنفجر رأسه برصاصة
شحب وجه القصير وقال بتلعثم :
- إنك لن تجرؤ .. لن تستطيع ....
سحب أدهم صمام الأمان إلى الوراء وألصق المسدس بجبهة الرجل وهو يقول بلا مبالاة :
- ستخبرك الشياطين في الجحيم يا صديقي أنني جرؤت على ذلك
صاح الرجل برعب وقد تصبب العرق على جبينه :
- لا .. لا .. سأخبرك بكل شئ
أعاد أدهم صمام الأمان إلى موضعه وهو يقول :
- ألم أقل لك يا صديقي القصير إنه يسعدني دائما التعامل مع رجال أمثالك ؟
في نفس هذه اللحظة في الغرفة الصغيرة أسفل الفندق جلس حاييم وأمامه موظف الاستقبال الذي كان يقول باهتمام :
- لقد حضر اليوم رجل فرنسي وطلب استئجار سيارة كما طلب عنوان معمل الدكتور ألفريد جورج .. يبدو أن المخابرات الفرنسية قد قررت الانضمام للسباق يا سيدي
ضافت حدقتا حاييم وسأله باهتمام :
- صف لي هذا الرجل .. كيف يبدو ؟
تنحنح موظف الاستقبال قليلا قبل أن يقول :
- إنه بدين .. ضخم الجثة .. طويل عريض الكتف .. أشقر الشعر .. له عينان خضراوان ونظرة نافذة .. وهو يحمل جواز سفر فرنسي تحت اسم جان ديلون ...
غمغم حاييم وهو يضم كفيه وتبرق عيناه ببريق عجيب :
- جان ديلون !! .. اسم جديد .. وأين يقيم هذا الرجل ؟
أجابه موظف الاستقبال :
- في الجناح رقم تسعة الملاصق لجناحي أدهم صبري وزميلته
قطب حاييم حاجبيه وقال :
- هل سيجتمع رجال المخابرات كلهم في طابق واحد ؟
ثم ابتسم ابتسامة خبيثة وهو يقول :
- ربما كان هذا لصالحنا حيث نتخلص من الجميع بضربة واحدة
وفي الجناح الذي تقيم به منى كان أدهم يضم ساعديه ويقول للرجل القصير :
- إذن فأنت تابع لتلك الدولة الصغيرة … كنت أتوقع انضمامكم للسباق .. قل لي أيها القصير : ماذا ستفعل بعد أن أدليت بكل هذه المعلومات ؟
نكس الرجل القصير رأسه وتمتم بيأس :
- سأحاول الهروب إلى فرنسا .. لن يرحمني أحد
مال عليه أدهم وقال بلهجة ذات معنى :
- عندي اقتراح آخر … ربما كان أفضل من الهرب
رفع الرجل رأسه ونظر إلى أدهم بشك وريبة فوجده يبتسم ويضع مسدسه جانبا .
***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

العدد الثانى من رجل المستحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العدد الثانى من رجل المستحيل   العدد الثانى من رجل المستحيل Emptyالخميس مايو 01, 2008 12:35 pm

<HR style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>
6- الخدعة .....
دلف القصير إلى الغرفة الصغيرة في الطابق السفلي من الفندق ووقف أمام حاييم وهو يرتعد .. رمقه حاييم بنظرة فاحصة وسأله بهدوء :
- هل تمت المهمة بنجاح ؟
تردد القصير قبل أن يقول :
- لم .. لم أنجح في ذلك .. بسبب .. بسبب هذا الشيطان الذي ....
قاطعه حاييم صائحا :
- أنا لا أقبل الفشل ... هل سمعت ؟
أسرع القصير يقول وهو يرتعد خوفا :
- ولكنني .. ولكنني نجحت في إحضار معلومات جيدة
هدأت ثورة حاييم فجأة وتطلع إلى القصير وسأله بخبث :
- معلومات جيدة ؟... ومن أين أتتك هذه المعلومات ؟
قال القصير وقد شعر بتبدل الموقف :
- لقد حاول هذا الرجل شرائي .. هذا الرجل المسمى أدهم صبري حاول ضمي إلى صفوف المخابرات المصرية وقد تظاهرت بالموافقة حتى لا يطلق النار على رأسي
ظهرت دلائل التفكير العميق على وجه حاييم وهو يقول بلهجة متشككة :
- أدهم صبري حاول ضمك إليه ؟ هل من المعقول أن يقدم على هذه الخطوة الحمقاء ؟ وماذا أخبرك به ؟
استرد القصير أنفاسه وأخذ يقول بلهجة جادة محاولا إضفاء الأهمية على معلوماته :
- أخبرني أنه سيبحث في اليخت التابع للدكتور ألفريد جورج عن التصميم الذي نبحث عنه
سأله حاييم وقد أصبحت ملامحه أقرب إلى الثعالب :
- ولماذا يخبرك بهذا ؟
قال القصير :
- لقد طلب منى ابعادكم عن اليخت حتى مساء الغد
أغمض حاييم عينيه وعلت شفتيه ابتسامة خبيثة وهو يقول :
- هكذا !!
أسرع القصير يقول :
- ولقد تظاهرت بالموافقة بالطبع حتى اكتسب ثقته
لم يعلق حاييم على عبارة القصير وإنما ظل مغمض العينين فترة طويلة قبل أن يبتسم ابتسامة غامضة ويقول :
- أرسل لي موظف الاستقبال .. أريد إبلاغ رسالة إلى الرجال
في الصباح الباكر هبطت منى وحدها إلى ردهة الفندق وجلست تنتظر أدهم ... واسترعى انتباهها رجل بدين ضخم الجثة أشقر الشعر أخذ يختلس النظر إليها بطريقة مفضوحة .. قطبت منى حاجبيها وتوجهت إلى موظف الاستقبال وسألته :
- من هذا الرجل البدين هناك ؟
ألقى موظف الاستقبال نظرة سريعة إلى حيث أشارت ثم قال :
- إنه المستر جان ديلون فرنسي .. حضر إلى هنا أمس مساءً ويقيم في الجناح المجاور لكما
هزت منى رأسها علامة الفهم وشكرت الموظف وأخذت تختلس النظر بدورها إلى الفرنسي البدين الذي انتهى من تناول قهوته ثم اتجه إلى المصعد واستقله صاعدا .. ظهر التساؤل على وجه منى وهي تحدث نفسها قائلة :
- هل لهذا الرجل علاقة بالتصميم الضائع يا ترى ؟ لماذا كان يختلس النظر إلى هكذا ؟
وبعد ربع ساعة تقريبا هبط أدهم مرتديا حلة بيضاء شاهقة وقميصا أزرق حريريا .. كان مصفف الشعر بشكل يوحي بالفراغ التام وحياة الدعة .. وبعد أن ألقى إليها بالتحية التفت إلى موظف الاستقبال وسأله بصوت مسموع :
- كيف يمكنني الذهاب إلى نادي اليخت ؟
قال موظف الاستقبال بهدوء :
- ستسير إلى الأمام حتى نهاية الشارع ثم تنحرف يمينا .. هناك ستجد إشارة ترشدك إلى النادي
وما إن خرجا من الفندق واستقلا السيارة حتى أخبرته منى بشكوكها حول الفرنسي البدين فهز كتفيه بلا مبالاة وقال :
- دعك من هذا الفرنسي .... لقد شاهدته وهو يدخل جناحه كما أنه هناك باب يصل جناحينا
ثم انحرف يسارا عند نهاية الطريق فأشارت منى محاولة إصلاح هذا الخطأ :
- لقد قال موظف الاستقبال أن نتجه إلى اليمين لا إلى اليسار
ابتسم أدهم ابتسامة غامضة وقال وهو يزيد من سرعة السيارة :
- هذا إذا كنا سنذهب إلى نادي اليخت .. ولكن هذا ليس طريقنا الصحيح ... سنتوجه الآن إلى معمل الدكتور ألفريد
هزت منى رأسها وقالت :
- لهذا تعمدت أن تتحدث بصوت عال وأن تسأل موظف الاستقبال عن الطريق إلى نادي اليخت
ابتسم أدهم وقال :
- ولهذا تعمدت أيضا إخبار هذا المجرم القصير ليلة أمس
رفعت منى حاجبيها دهشة وقالت :
- إذن فأنت لم تتوقع ولاءه
مط أدهم شفتيه باشمئزاز وقال :
- لم اتوقع أبدا أن يمنحني واحد من هذا الجنس ولاءه .... بل توقعت أن يحاول استغلال هذه المعلومات للتقرب من رئيسه ولتبرير فشله
ابتسمت منى وهي تسترخي في مقعدها قائلة :
- وهكذا يذهب الجميع إلى نادي اليخت على حين نتوجه وحدنا إلى معمل الدكتور ألفريد .. يا لك من داهية !!
وبعد نصف ساعة كان أدهم يوقف سيارته أمام معمل الابحاث الشخصي التابع للدكتور ألفريد .. وبينما كان يهبط منه سألته منى :
- كيف تعتقد أننا سنقتحم المعمل في وضح النهار ؟
هز أدهم كتفيه بلا مبالاة وقال :
- ومن قال إننا سنقتحم المعمل ؟
استندت منى إلى السيارة وقالت :
- ما الطريقة التي سنتبعها إذن ؟
قال أدهم وهو يسير بهدوء نحو المعمل :
- سندخل المعمل من الباب الرئيسي ... وأمام الجيران
رفعت منى حاجبيها دهشة وسألته :
- كيف ؟
أجابها أدهم بابتسامة غامضة وهدوء بالغ :
- بالمفتاح ... لقد فعلت أمس التصرف المنطقي البسيط الذي لم تفكر مخابرات الدول كلها في اتباعه .. استأجرت المعمل
توقفت منى عن السير وحدقت فيه بدهشة وهي تردد :
- استأجرته ؟ .. كيف ؟
ضحك أدهم وهو يدس المفتاح في ثقب الباب ويديره ثم قال وهو يدخل المعمل بثقة :
- لقد فكر الجميع في كل الوسائل غير المشروعة للبحث عن التصميم في معمل الدكتور ألفريد ... وأمس خطرت في ذهني فكرة بسيطة .. لقد تساءلت عن رد فعل أرملة الدكتور ألفريد لو أنني طلبت منها استئجار المعمل بصفتي رجل أعمال مصري ومنحتها إيجارا مرتفعا لدرجة يسيل لها اللعاب ولكنه ليس إلى الدرجة التي تثير الشك وذهبت إليها فعلا أمس وبعد حوار قصير نجحت في إقناعها .. وها هو ذا المعمل ندخله بصورة رسمية مشروعة على حين يبحث عنا الجميع هناك بجوار اليخت الخاص بالدكتور ألفريد .. هل رأيت أيتها الملازم ؟ أنجح الأشياء أبسطها
ثم خلع معطفه وعلقه على مشجب صغير خلف الباب والتفت إليها قائلا :
- سنحاول البحث في كل مكان بالمعمل وبخاصة صوان الوثائق ولا تحاولي البحث في الاشياء الواضحة فلابد أن المخابرات البريطانية قد حاولت جهدها .. سنبحث في الأماكن التي يستبعد وجود التصميم بها .. من حسن الحظ أن أرملة الدكتور ألفريد لا تدري شيئا عن هذا الأمر وإلا رفضت تأجير المعمل و ....
ولكن شيئا ما في نظرات منى المندهشة وتعبيرات وجهها التي تعبر عن الهلع دفعته للاستدارة وراءه وتوقف ساكنا ثم عقد ساعديه بهدوء وهو ينظر إلى خمسة رجال يصوبون مسدساتهم نحوه ويتوسطهم رجل أصلع طويل يطلقون عليه اسم حاييم الثعلب وقد وضع كفيه في جيبي معطفه وارتسمت على شفتيه ابتسامة هازئة وهو ينظر إلى أدهم بعينيه الضيقتين وبنظرات الخبث المعهودة في بني جنسه ويقول بصوت كفحيح الثعبان :
- لا تجهد نفسك في البحث يا مستر صبري .. لقد قمنا بهذه المهمة بدقة ولم نجد شيئا على الاطلاق
***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

العدد الثانى من رجل المستحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العدد الثانى من رجل المستحيل   العدد الثانى من رجل المستحيل Emptyالخميس مايو 01, 2008 12:36 pm

7- الاعصار البشري ......
استقبل أدهم هذا الأمر ببرود أعصاب عجيب ثم ابتسم وهو يضم ساعديه قائلا :
- يسعدني أنك لم تجد شيئا أيها الرجل .. فهذا يعني أن نتيجة السباق لم تعلن بعد
ضحك حاييم ضحكة صفراوية وقال :
- أنت متفائل أكثر من اللازم يا مستر صبري .. من قال إنك ستواصل السباق ؟
ابتسم أدهم ابتسامة باردة وقال :
- من الغريب أن لهجتك تجعل المرء يتشكك في جنسيتك .. ولكن ملامحك والسخافات التي تنطق بها وهذا المغرور المألوف .. كل هذا يجعلني واثقا من أصلك
قطب حاييم حاجبيه بغيظ وقال وهو يطبق شفتيه :
- ستندم على هذه الحماقات أيها الرجل
ثم أدار رأسه إلى رجاله وقال :
- خلصوني منه
ولكنه لم يتصور أبدا أن تلك اللحظة التي استغرقها التفات الرجال الخمسة إليه وإدارته لرأسه كانت كافية لأن يتحرك أدهم صبري الذي اشتهر بسرعة استجابته الفائقة .. فجذب معطفه من المشجب وألقاه على الرجال ودفع منى بعيدا ثم ركل المسدس الذي في يد أقرب الرجال إليه كل هذا في لحظة واحدة .. وقبل حتى أن يرتفع حاجبا حاييم دهشة كان أدهم يركل مسدسا ثانيا ويدفع أحد الرجال على الآخر ويوجه قبضته إلى الرجل الأخير .. كان يشبه إعصارا مدمرا هاجم عددا من زوارق الصيد دون أن يمنح ركابها الوقت الكافي لإنزال القلوع .. وبقفزة واحدة التقط مسدسين على الأرض على حين أخرجت منى مسدسها بسرعة وصوبته إلى الرجال الخمسة وقائدهم ....
كان الذهول يملأ ملامحهم جميعا وهم ينظرون بعيون غير مصدقة إلى أدهم الذي وقف مبتسما وبكل يد من يديه مسدس مصوب إليهم .. عجز الجميع عن النطق عدا حاييم الذي تمتم بذهول :
- ولكن .. ولكن هذا مستحيل !! إنك شيطان !!
ابتسمت منى وهي تستند إلى الحائط قائلة :
- قاموس أدهم صبري لا يحوي كلمة مستحيل أيها السيد
نهض حاييم واقفا وأخذ ينفض التراب عن معطفه وكذلك فعل رجاله وهم يرتجفون ....
ابتسم حاييم ابتسامة حاول أن يملأها بالود الزائف وقال بمذلة :
- مستر صبري يمكننا أن نتفق
ضحك أدهم ضحكة ساخرة وقال :
- نتفق ؟ .. هكذا ! .. دون وجود دولة وسيطة كالعادة ! .. لا يا صديقي أنا لا أوقع الاتفاقيات .. فلتبحث عن لعبة أخرى
ازدرد حاييم ريقه بصعوبة ورسم تلك الابتسامة الزائفة وقال باستكانة :
- مستر صبري ... لا أعتقد أنك تنوي قتلنا ... أليس كذلك ؟
ضحك أدهم وقال :
- لو أنني طاوعت مشاعري لفعلتها أيها الرجل الذي أجهل أسمه ولكنني لا أنوي ذلك إلا إذا اضطرتني الظروف
صاح حاييم برعب :
- لا .. لا .. لن تضطرك الظروف .. لن يتحرك أحد منا أبدا .. صدقني
شعر أدهم بالغثيان وهو يشاهد رجل مخابرات يتوسل بهذا الاسلوب المهين ولكنه ابتلع هذا الشعور وقال بضيق :
- لماذا لم تذهبوا إلى نادي اليخت ؟ لماذا حضرتم إلى هنا ؟
تردد حاييم قليلا ثم قال :
- عندما أخبرني يعقوب ذلك الرجل القصير بأنك طلبت منه إبعادنا عن نادي اليخت علمت في الحال أنك تدبر خطة ما فليس من الطبيعي أن يعمل السذج في المخابرات .. لقد علمت بوسائل خاصة أنك زرت منزل الدكتور ألفريد الريفي .. ومن الواضح أنك لم تجد فيه شيئا وإلا ما أكملت السباق .. وبعد أن فكرت في الأماكن المحتملة وجدت أن أنسبها هو المعمل ولذلك حضرنا إلى هنا في فجر اليوم وبحثنا في كل بقعة من المعمل وفحصنا كل ثقب فيه ولم نعثر على أثر للتصميم حتى حضرت أنت و ....
أشار إليه أدهم أن يصمت ثم تحرك بخفة إلى النافذة وأزاح ستائرها وألقى نظرة خارج المعمل ثم ابتسم وقال لمنى :
- يبدو أن مندوبي الأمم المتحدة قد حضروا للإشراف على توقيع الاتفاقية
نظرت منى من النافذة فوجدت عربة فارهة سوداء تقف أمام المعمل وقد استند إليها رجل ضخم الجثة عريض الوجه وقد برز مسدسه بوضوح أسفل سترته الباهظة السعر واتجه رجلان بنفس الصفات إلى باب المعمل وقد أمسك كل منهما بمسدسه أسفل سترته .. ابتسم أدهم وهو يلتفت إلى الرجال الخمسة وقائدهم قائلا :
- أعتقد أنهؤلاء يمثلون الدولة التي تتبناكم دائما .. أليس كذلك ؟
برقت عينا حاييم فجأة واعتدل في وقفته وتحولت لهجته إلى منتهى الثقة وهو يقول :
- من الأفضل أن تستسلم الآن يا مستر صبري .. لقد أصبح الموقف في غير صالحك
ابتسم أدهم بهدوء وصوب مسدسه إلى حاييم وقال :
- يبدو أن الظروف ستضطرني أيها الرجل ...
ظهر الرعب على وجه حاييم وحاول الاحتماء برجاله عندما بدأ أصحاب السيارة السوداء يدفعون باب المعمل شعرت منى بالقلق يلفها وتطلعت إلى أدهم الذي ظل هادئا إلى أن شعر بباب المعمل يفتح بحذر وهدوء ... وهنا جذب مقبض الباب بقوة ولطم أحد الرجلين في وجهه بالمسدس الذي يحمله بيسراه ثم ركل الثاني في بطنه بقوة واستدار مطلقا رصاصة واحدة من المسدس المزود بكاتم الصوت الذي يحمله فأصاب المسدس الذي كاد يطلقه الرجل الثالث الواقف بجوار السيارة السوداء .. وقف الرجل مذهولا ثم تقدم بناء على إشارة أدهم إلى المعمل حيث ساعد زميليه ودخل الرجال الخمسة وقائدهم حاييم وقد صوبت منى إليهم مسدسها .. وما إن رأت أدهم يدخل وأمامه الرجال الثلاثة وقد رفع كل منهم ذراعيه فوق رأسه ابتسمت وقالت :
- هل رأيت فوائد العمل مع زميل أيها المقدم ؟ ماذا كنت ستفعل لو أنك وحدك في هذا الموقف ؟
قال أدهم ببساطة :
- كنت سأوثق هؤلاء الخمسة وأطلق النار على هؤلاء الثلاثة
رفعت منى حاجبيها بذعر وقالت :
- بهذه البساطة !
قال أدهم وهو يوثق الجميع بحبال غليظة وجدها في المعمل :
- وماذا كنت تتصوين أن أفعل ؟ .. أستسلم أم أهرب ؟
بعد دقائق قليلة كان أدهم ينطلق بسيارته الترانس إم فقالت منى وهي تحبس أنفاسها :
- إلى أين بهذه السرعة أيها المقدم ؟
قال أدهم وهو يركز بصره على الطريق ويقود السيارة بمهارة فائقة :
- سننتهز الفرصة النادرة أيتها الملازم .. لقد أجبرنا اثنين من الدول على الانسحاب السلمي من السباق .. في الوقت الحالي على الأقل وأصبحت أمامنا فرصة للبحث في منزل الدكتور ألفريد أو يخته الخاص ... ومادامت أرملته تقيم في المنزل فسنتوجه في الحال إلى نادي اليخت ونأمل أن يكون الباقون قد انصرفوا منه وإلا فسيشهد النادي سباقا لم ير له مثيلا من قبل .
***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

العدد الثانى من رجل المستحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العدد الثانى من رجل المستحيل   العدد الثانى من رجل المستحيل Emptyالخميس مايو 01, 2008 12:37 pm

8- بين طائرة ويخت ....
أشارت منى إلى لافتة على جانب الطريق وقالت :
- احترس يا سيادة المقدم .. حاول إقلال السرعة وإلا فسنعبر مدينة لندن
قال أدهم دون أن يلتفت إليها :
- بالطبع ... ألم أقل إننا ذاهبان إلى حيث يخت الدكتور ألفريد الخاص ؟
ثم ضحك وقال ساخرا :
- هل تصورت أن اليخت موجود في لندن ؟ يالك من ساذجة !!
احمر وجه منى خجلا وقالت بتلعثم :
- ألم تقل إننا ذاهبان إلى نادي اليخت ؟
قال أدهم وهو ينحرف بسيارته يسارا :
- نعم ... يوجد بالفعل ناد لليخت في قلب لندن ولكنه مجرد مكان للقاء أعضاء نادي اليخت أما النادي الفعلي الذي تمارس فيه رياضة اليخوت فهو ميناء دوفر ونحن متوجهان إلى هناك
وبينما اقترب أدهم ومنى من ميناء دوفر كان حاييم قد تحرر بمساعدة رجاله من القيود ووقف يدعك رسغيه وقد ظهرت على وجهه ملامح الغضب .. وقف أحد الرجال الثلاثة الذين حضروا في السيارة السوداء وقال بغضب :
- هل رأيت ما الذي حدث بسبب مخابراتكم ؟ لقد سمحتم لرجل واحد بالتغلب علينا جميعا
ابتسم حاييم بنفاق وقال :
- مستر جيمس .. إنه ليس رجلا عاديا .. لقد رأيت بنفسك أنه شيطان
صاح جيمس بغضب :
- شيطان أو ابليس .. هذا ليس مبررا لأن تضعوا مخابراتنا في هذا الموقف الحرج
ثم أمسك بتلاليب حاييم وقال :
- اسمع أيها الثعلب العجوز .... لو استمر الحال على هذا سنتوقف عن مساندتكم
صاح حاييم بذعر ومذلة :
- لا .. لا تقل هذا يا مستر جيمس أنت تعلم والجميع يعلمون أنه لا قيمة لنا بدونكم
ثم ابتسم بخبث وهو يقول هامسا :
- ثم إنني أعرف المكان الذي سيتوجه إليه هذا الضابط المصري الشيطان
كان أدهم في هذه اللحظة بصحبة منى على ميناء نادي اليخت الخاص بالدكتور ألفريد .. لقد كان من عشاق الملاحة والصيد
سألته منى وهي تتأمل اليخت الأنيق :
- كيف نصل إلى سطحه يا ترى ؟
استدار أدهم متوجها إلى إدارة النادي وهو يقول :
- سنحاول استئجاره أولا فإذا لم نفلح سيكون علينا سرقته
بعد قليل في مكتب مدير النادي كان الرجل يصيح بدهشة :
- ما الذي حل بهذا اليخت .. هذا خامس طلب لإستئجاره هذا الصباح
ثم مال على مكتبه وقال بلهجة لا تقبل المناقشة :
- لا أيها السادة .. هذا اليخت ليس للإيجار
التفت أدهم إلى منى وقال بهدوء :
- ليس أمامنا خيار ثالث إذن
تسمر مدير النادي في مقعده واتسعت عيناه دهشة وذعرا عندما أخرج أدهم مسدسه وصوبه إلى رأسه .. تمتم الرجل برعب :
- ما هذا الجنون ؟ ليس لدينا أموال على الاطلاق
ابتسم أدهم وقال بنفس الهدوء :
- نستطيع إقراضكم بعض الأموال إذا كنتم بحاجة إليها يا سيدي المدير .. أما الآن فسوف تصحبنا في رحلة بهذا اليخت الأنيق
وبعد لحظات على سطح اليخت قال المدير باستسلام :
- هذه أول مرة يحدث فيها هذا ....
ابتسمت منى وقالت وهي تصوب مسدسها إليه :
- لقد أجبرتنا على هذا يا سيادة المدير .. كنا نريد استئجاره فقط لبضع ساعات
ألقى المدير نظرة على أدهم الذي يقود اليخت بمهارة وقال :
- صديقك يجيد قيادة اليخوت بدرجة عالية ... هل هو من أبطال هذه الرياضة ؟
ضحكت منى وقالت :
- إنه من أبطال رياضات عدة
نظر إليها المدير بتساؤل وأوقف أدهم محركات اليخت ثم قال لرفيقته :
- راقبي سيادة المدير جيدا حتى أنتي من تفتيش اليخت ونعود للميناء
هبط أدهم إلى غرفة المعيشة والنوم باليخت ... كان اليخت بسيطا أنيقا ... على حوائط الغرفة عدة خرائط بحرية وخريطة ضخمة للملاحة وفي وسط الغرفة استقر سرير صغير ومنضدة وجهاز تليفزيون وعدة مقاعد مثبته في الحائط
أخذ أدهم يفحص المكان بدقة ثم أخذ يتفحص الخرائط باهتمام عسى أن يجد على أحدها علامة ما أو إحداثية تشير إلى مكان ألقى فيه الدكتور ألفريد تصميمه السري .... ووقف طويلا أمام خريطة الملاحة المتشابكة الخطوط .. كانت خريطة مرسومة باليد بدقة متناهية ...
أخذ أدهم يحاول تفسير هذه الخريطة الشخصية ثم قطب حاجبيه وتمتم قائلا :
- هذه الخريطة لا تشبه خرائط الملاحة المألوفة ... ماذا لو أننا ....
وفجأة تنبهت حواسه كلها عندما وصل إلى أذنه صوت طنين طائرة مروحية يقترب من اليخت .. أسرع أدهم صاعدا إلى السطح وبنظرة واحدة عرف أن هذه الطائرة تعتبرهم هدفا إذ كان الرجل الذي يجلس بجوار قائدها ممسكا بيده مدفعا رشاشا
صاح أدهم وهو يقفز إلى دفة اليخت :
- أسرعي إلى أسفل أيتها الملازم .. اختبئي مع المدير في غرفة المعيشة .. هيا ...
ثم انطلق باليخت بسرعة مذهلة .. طاردته الطائرة المروحية بإصرار على حين أخذ قائدها يطلق مدفعة الرشاش محاولا إصابة اليخت إصابة خطيرة أو على الأقل قتل قائده أدهم صبري ...
أخذ أدهم ينحرف باليخت يمينا ويسارا مزيدا من سرعته إلى درجة خطيرة .. ولكن هيهات أن يسبق اليخت البحري طائرة مروحية قوية
نظر أدهم إلى عداد الوقود ثم مط شفتيه وقال :
- أمامنا ثلاث دقائق على الأكثر ثم نستسلم لهذا القناص .. ليتني زودت اليخت بوقود إضافي
ثم قطب حاجبيه وقال :
- أعتقد أن هذا الموقف يمكن أن يدخل تحت نطاق الضروريات .. حسنا
وصاح مناديا منى التي صعدت إليه بصعوبة محاولة الحفاظ على توازنها مع هذه السرعة التي ينطلق بها اليخت .. وما إن أصبحت بجواره حتى قال لها وهو يتابع الانطلاق والمناورة :
- خذي المسدس الموضوع في الجيب الأيمن لسترتي وأفرغيه من الرصاص ثم ...
وتوقف فجأة عن الحديث ليدور اليخت دورة كاملة متفاديا طلقات المدفع الرشاش التي كادت تصيب الدفة وتصيبه ثم أكمل وهو يلقي نظرة سريعة على منى التي سقطت من جراء هذا الالتفاف المفاجئ :
- ستجدين ثلاث رصاصات ذات لون أحمر في جيب معطفي .. ضعيها في خزان الرصاص واحضري لي المسدس .. وبسرعة
ثم ألقى نظرة على عداد الوقود وقال :
- أمامك دقيقة ونصف فقط
واستمر في مناورته على حين أسرعت منى تنفذ أوامره وقال وهو يبتسم بسخرية :
- استمر في إطلاق مدفعك أيها الوغد حتى لا يؤنبني ضميري وأنا أدمرك
أسرعت منى تناوله المسدس وهي تقول بلهجة ملؤها الدهشة :
- هذه الرصاصات الحمراء عجيبة جدا يا سيادة المقدم .. لابد أنها من نوع خاص
تجاهل أدهم قولها وألقى نظرة على عداد الوقود .. كان الوقود الباقي يكفي فقط لدورة واحدة .. فصاح بها :
- تشبثي بأي شئ تجدينه عدا الدفة
دار اليخت دورة قوية حادة وقبل أن تكتمل صرخت محركاته صرخة متحشرجة ثم توقفت ... استدار أدهم بسرعة مصوبا مسدسه إلى الطائرة المروحية وفي نفس اللحظة ابتسم الرجل الذي يحمل المدفع الرشاش وقال لرفيقه قائد الطائرة بسخرية :
- هذا الأحمق يصوب مسدسه إلينا .. يريد إسقاط طائرة مروحية بمسدس .. سأذيقه نيران مدفعي الرشاش
أطلق أدهم الرصاص على ذيل الطائرة المروحية وقبل أن يصوب الرجل مدفعه الرشاش إلى أدهم ارتجت الطائرة بقوة وسقط المدفع من يد الرجل الذي أصابته الدهشة وصرخ قائد الطائرة وحاول إيقافها عن هذا الدوران المستمر بشدة وهي تهوي إلى البحر وصاح بدهشة وذعر :
- لقد انفجر ذيل الطائرة .. لن استطيع المحافظة على توازنها
وكانت آخر عبارة قالها الرجل قبل أن تصطدم الطائرة بالماء هي :
- يا للشيطان !! هذا مدفع وليس مسدسا
قامت منى واقفة وقد ملأت الدهشة وجهها وهي تشير إلى الطائرة التي تغوص ببطء في الماء :
- هل الرصاصات الحمراء التي فعلت هذا ؟
ابتسم أدهم وقال وهو يسحب الرصاصتين الباقيتين من خزان الرصاص :
- هذه واحدة من منجزات المكتب رقم عشرة .. قنابل صغيرة في حجم رصاصات المسدس .. وبها يتحول المسدس الصغير إلى مدفع مدمر
استندت منى إلى الدفة وقالت :
- لم أتصور أنني أعمل في جهاز مخابرات بهذه القوة
قال أدهم بلهجة ساخرة :
- هذه الرصاصات تعد شيئا تافها بجوار منجزات المكتب رقم عشرة أيتها الملازم .. أنت تعملين في جهاز مخابرات أقوى مما تتصورين .. بل أقوى مما يظن هؤلاء
ثم أشار إلى قائد الطائرة ورفيقه وهما يسبحان نحو أملهما الأخير في النجاة من الغرق :
- استعدي أيتها الملازم .. سينضم إلينا اثنان من الأسرى .
***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

العدد الثانى من رجل المستحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العدد الثانى من رجل المستحيل   العدد الثانى من رجل المستحيل Emptyالخميس مايو 01, 2008 12:38 pm

9- المساومة ......
جلست منى تتأمل صفحة بحر المانش ثم التفتت إلى أدهم وقالت :
- يا له من موقف يا سيادة المقدم !! ثلاثة أسرى ويخت خال من الوقود في منتصف بحر المانش
ابتسم أدهم وقال :
- الأمر ليس بهذه الخطورة أيتها الملازم أستطيع عبور المسافة بيننا وبين ميناء دوفر سباحة بمنتهى البساطة .. ولكنني كنت أفحص خريطة الملاحة الضخمة المعلقة على حائط غرفة المعيشة
نظرت له منى بتساؤل فتابع قائلا :
- لقد لاحظت بها عدة أخطاء ملاحية وبعد فحص دقيق تبينت أنها أخطاء مقصودة
رفعت منى حاجبيها دهشة وقالت :
- غير معقول .. هل تحاول أن تخبرني أنها ....
قاطعها أدهم قائلا :
- نعم .. لو التصقت الأجزاء الدقيقة التي تحتوي على الأخطاء بعضها ببعض لكونت هذا التصميم الذي نبحث عنه
صاحت منى بسعادة :
- الحمد لله .. لقد نجحنا .. لقد نجحنا
قطب أدهم حاجبيه وأشار بعيدا وهو يقول :
- هناك زورق بخاري يقترب .. أعتقد أننا سنواصل السباق
وعلى هذا الزورق البخاري وقف حاييم ممسكا بيده منظارا مقربا وهو يبتسم ابتسامته الخبيثة قائلا :
- آه .. ها هو ذا صديقنا مستر صبري يبدو أن اليخت مصاب بعطب ما
قال جيمس وهو يتحسس مسدسه :
- بعد قليل سيصاب صديقك المستر صبري بعطب أشد
وفي نفس اللحظة على سطح اليخت قالت منى بقلق :
- ماذا سنفعل يا سيادة المقدم ؟ .. نحن كالفأر في المصيدة
قطب أدهم حاجبيه وقال بلهجة ساخرة :
- أنا لا أحب الفئران أيتها الملازم وأفضل دائما أن أكون قطا
بعد لحظات كان حاييم يقفز على سطح اليخت ووراءه رجاله الخمسة ثم تبعهم جيمس ورفيقاه .. كان سطح اليخت خاليا .. أسرع حاييم ورجاله إلى غرفة المعيشة حيث وجدوا مدير نادي اليخت ورجلي المخابرات صاحبي الطائرة المروحية .. ترك حاييم الجميع مقيدين كما هم وسألهم بقسوة :
- أين رجل المخابرات المصري ؟ .. لقد رأيته منذ دقيقة واحدة يرتكن إلى سور اليخت .. أين ذهب ؟
ثم اتسعت عيناه فجأة وصاح برجاله :
- هل بقى أحدكم لحراسة الزورق البخاري ؟
ولما وجدهم كاملين صاح بغضب :
- أسرعوا إلى الزورق ...
كان أدهم في هذه اللحظة يحاول إدارة الزورق البخاري الذي أصابه العناد ورفض أن يدور .... إلى أن صاحت منى بيأس :
- إنه من ذلك النوع الذي لا يدور إلا باستخدام مفتاحه الخاص
قطب أدهم حاجبيه وحاول باصرار إخراج سلكي المحرك وتوصيلهما عندما سمعا صوتا أجش يقول بلهجة آمرة :
- توقف يا مستر صبري .. لقد انتهى السباق بالنسبة إليك وإلى رفيقتك
وبعد لحظة كان أدهم يقف بلا مبالاة أمام حاييم الذي قال بشراسة :
- ها قد وقعت في يدي أيها المصري ... سأبلغك رسالة عليك بتوصيلها إلى الشيطان رأسا
ابتسم أدهم وقال :
- هل تريد إرسال خطاب إلى أخيك في الجحيم ؟
قطب حاييم حاجبيه وقال :
- فلنر روحك المرحة أيها المصري عندما أطلق النار على رفيقتك قبل أن أتخلص منك
شعرت منى بجسدها يرتعد ولكنها تماسكت ورسمت على وجهها ابتسامة لا مبالاة ولكنها عجزت عن الاستمرار في هذه الابتسامة عندما وضع حاييم مسدسه على جبهتها وجذب صمام الأمان .. وأغلقت عينيها بقوة عندما جاءها صوت أدهم وهو يقول بهدوء عجيب في مثل هذا الموقف :
- لحظة أيها الوغد العجوز لو أنك مسست شعرة من رأس زميلتي لن تحصل على التصميم أبدا
أبعد حاييم مسدسه ونظر إلى أدهم بشك على حين أمسك جيمس بملابس أدهم وجذبه بقوة وهو يقول بالانجليزية وبلهجة أمريكية :
- هل وصلت إلى التصميم أيها الرجل ؟ أعطني إياه وإلا ....
ضحك أدهم وقال بهدوء وحزم :
- لن تحصل على شئ إلا بشروطي أيها الوغد
احمر وجه جيمس غضبا وقال :
- هل تراهن ؟ سوف أنزع أظافرك لو لم ....
قاطعه أدهم ببرود :
- أراهنك أيها المغرور
كان التصميم والعزم واضحين في عيني أدهم فدفعه جيمس بعيدا وأخذ يسب ساخطا على حين ضاقت حدقتا حاييم وقال بهدوء :
- ما شروطك يا مستر صبري ؟
أشار أدهم إلى منى وقال :
- أن ترحل زميلتي الآن على زورقكم البخاري .... ويمكنكم الاستعانة بالوقود الاضافي للعودة بهذا اليخت
قال حاييم بخبث :
- ولو رفضت ذلك الشرط أيها المصري ؟
هز أدهم كتفيه وقال :
- ارفض ولن تحصل على التصميم أبدا
صاح جيمس مقاطعا :
- إنه يخدعك .. هذا الرجل شيطان مخادع
هز حاييم رأسه وقال :
- حسنا أوافق على شرطك أيها المصري .. سترحل زميلتك في الحال .. ولكن لو أنك كنت تخدعني سأذيقك من العذاب ما لا يخطر لك على بال .
***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
 
العدد الثانى من رجل المستحيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب جنوب الوادى  :: 
أدبيـــــــــات
 :: 
مكتبة القصص والروايات
-
انتقل الى: