منتدى شباب جنوب الوادى
أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم إذا كنت غير مشترك بالمنتدى يشرفنا اشتراكك معنا
منتدى شباب جنوب الوادى
أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم إذا كنت غير مشترك بالمنتدى يشرفنا اشتراكك معنا
منتدى شباب جنوب الوادى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب جنوب الوادى

منتديات شباب جامعة جنوب الوادى وصعيد مصر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ملف المستقبل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 12:57 pm

البسملة
شكر

((نداء النجوم ))


1- السماء الغاضبة ...

استغرقت المهندسة سلوى في متابعة الشاشة ذات اللون السماوي التي تظهر على سطحها بقعة بيضاء متحركة وانهمكت في الضغط على بضعة أزرار مختلفة الألوان مثبتة أسفل الشاشة في محاولة لتكبير البقعة البيضاء واحتواها تفكير عميق حتى أنها لم تنتبه إلى الشاب الوسيم الذي دخل إلى غرفتها بخطوات هادئة غير مسموعة ووقف خلفها يتأمل عملها بصمت وعلى شفتيه ابتسامة جذابة ...
ومضت لحظات قبل أن يقول الشاب بصوت هادئ :
- كيف حال زوجتي العزيزة ؟
ارتجفت سلوى بغتة واستدارت خلفها ثم ابتسمت عندما وقع بصرها على الشاب وقالت ضاحكة :
- مرحبا يا نور يالها من مفاجأة سارة !! كيف دخلت إلى هنا ؟.. تصور لقد أفزعني صوتك عندما تحدثت إلى فجأة .
ضحك نور وهو يقترب منها ويربت على كتفها قائلا :
- لقد كنت مستغرقة في التفكير حتى أنك لم تنتبهي إلى دخولي يا عزيزتي .. ما الذي يقلقك إلى هذا الحد ؟
تمطت سلوى لتنفض عن نفسها الاجهاد ثم أشارت بسبابتها إلى البقعة البيضاء التي واصلت تحركها وقالت :
- إن جميع أفراد ( مركز الأبحاث الفضائي ) مشغولون للغاية منذ الصباح الباكر بهذه البقعة البيضاء , وبالنبضات التي ترسلها يا نور ولا أكتمك أنها تبدو محيرة للغاية .
جذب نور مقعدا قريبا وجلس إلى جوارها وهو يفحص الشاشة ذات اللون السماوي بنظره ثم قال :
- وما الذي يدعو إلى الحيرة في بقعة بيضاء متحركة يا عزيزتي ؟
هزت سلوى كتفيها وقالت :
- إن وجودها في حد ذاته أمر مثير للدهشة يا عزيزي نور فهذه الشاشة هي الواجهة الأرضية لأكبر مرصد فضائي مصري خارج كوكب الأرض ولقد تم وضع هذا المرصد عام ألفين وسبعة في مدار فضائي يمكنه رصد ما يسمى بالفجوات السوداء في الكون , وهي مناطق شديدة الجذب حتى أنها تجتذب الفوتونات الضوئية نفسها فتبدو شديدة السواد وتبتلع بقوتها الفائقة وجاذبيتها المطلقة كل الأجسام التي تقترب منها .
ابتسم نور بهدوء وهو يستمع إلى المعلومات التي تسردها زوجته سلوى على مسامعه ولكنه لم يقاطعها فاستطردت قائلة :
- والمفروض أن يلتقط هذا الراصد كل الأجسام أو انبعاثات الطاقة التي تنطلق من الفجوات السوداء ويظهرها على هذه الشاشة
عاد نور يتأمل البقعة البيضاء ثم قال :
- مادامت هذه هي مهمة الراصد فما الذي يثير الدهشة في رصده لهذه البقعة البيضاء ؟
أسندت سلوى ذقنها على قبضتها المضمومة وهي تقول :
- المثير للدهشة هو أن تصميم هذه الشاشة لا يسمح لها بإظهار اللون الأبيض على الاطلاق .
زوى نور ما بين حاجبيه دهشة وهو يحدق في البقعة البيضاء قائلا :
- هل تعنين أن سطح هذه الشاشة مصنوع من جزيئات ملونة حتى أن اللون الأبيض لا يمكنه الظهور فوقها مطلقا؟ ... ولكن هذا مستحيل يا عزيزتي .
مطت سلوى شفتيها وقالت بحيرة :
- هذا صحيح واستحالته هي التي تحير الجميع , فمن المفروض أن تبدو الأجسام أو الطاقة الملتقطة شكل بقعة زرقاء فوق سطح الشاشة السماوي اللون و ....
وقبل أن تكمل عبارتها صاح نور بدهشة وهو يشير إلى الشاشة التي تغير لونها فجأة :
- يا إلهي !! انظري يا سلوى لقد حدث عكس ما تقولين .
حدقت سلوى في الشاشة بذهول وتمتمت بدهشة :
- ما الذي يحدث بحق السماء ؟
كانت الشاشة قد تحول لونها إلى اللون السماوي وانبعث في الوقت ذاته صوت قوى يشبه نبضات القلب من جهاز صغير بجوار الشاشة , فصاحت سلوى بصوت حاولت أن تعلو به فوق صوت النبضات :
- إنه العكس تماما يا نور .... لقد انعكست الألوان وكأن الشاشة تلتقط صورة سلبية ( نيجاتيف ) لابد أن خللا ما أصاب جهاز الرصد الفضائي .
ازداد صوت النبضات ارتفاعا , وبدت منتظمة متناسقة وأضيف إليها صوت أزيز منتظم من جهاز التحذير الآلي , فقفز نور من مقعده صائحا :
- يا إلهي !! إن الأمر أخطر مما يتصور الجميع ... هناك خطر ما ..... خطر يهدد كوكبنا من الفضاء الخارجي .
تسمرت سلوى في مقعدها واتسعت حدقتاها ذعرا وهي تشير إلى الجهاز الذي يصدر النبضات قائلة :
- رباه !! إن شيئا ما يقترب من الأرض يا نور ومن الواضح أنه قد أفلت من أقمار الليزر الدفاعية .
ثم التفتت مشيرة إلى البقعة السماوية اللون التي تضخمت فوق الشاشة فكادت تملؤها عن آخرها وصاحت برعب:
- إنه ذلك الشئ .. ذلك الشئ يا نور !!
وفجأة ارتجف المكان بأكمله وارتجفت جدرانه مع صوت دوي هائل أصاب قلوب الجميع بالذعر وتوقفت الآلات كلها عن العمل على حين اصطبغ الضوء الداخل من النوافذ التي تحطمت باللون الأحمر القاني وهبت رياح ساخنة قوية , وأحاط نور زوجته بذراعه محاولا حمايتها من الخطر المجهول , وقد ارتسم القلق والحيرة بأجلى صورهما على وجهه وهو يقول بهمس :
- رباه !! إنها نهاية العالم !!
استغرقت تلك الحوادث مالا يزيد على الدقائق الخمس , هدأ الجو بعدها تماما , وإن ظل الضوء الأحمر القاني يصبغ كل شئ بلون مثير للرعب فمسح نور على شعر سلوى وهمس مطمئنا إياها :
- لقد انتهى كل شئ يا عزيزتي .. لقد زال الخطر .
ولكن صوته كان يشي بالقلق والحيرة على الرغم منه , على أن سلوى نهضت واقفة وقالت بصوت خافت ينم عن ذعر بالغ :
- ماذا حدث ؟!.... هل اندلعت حرب ثالثة في هذا العصر , لتحول كوكبنا بأكمله إلى حفنة من الرماد قبل أن ننتبه إلى ما حدث يا عزيزتي .
ثم تحرك نحو النافذة المحطمة وتطلع إلى السماء واتسعت عيناه ذهولا على الرغم منه وسمع صوت سلوى تهتف بجواره :
- يا إلهي !! إنني لم أر مثل ذلك مطلقا .. إن الرعب يسري في أوصالي على الرغم مني .
كانت سلوى محقة في قولها فلقد تحولت السماء التي اعتاد الجميع منذ الأزل على لونها الأزرق الهادئ إلى لون أحمر ناري , حتى أن قرص الشمس كان يبدو وسطها كبقعة من الدم , فتمتم نور بمزيج من القلق والخوف :
- أنت محقة يا عزيزتي .. إن الأمر يبدو وكأن السماء قد أصابها من كوكب الأرض غضب عارم .


عدل سابقا من قبل هزيم الألم في الخميس أبريل 09, 2009 12:03 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 12:58 pm

<hr style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>

2- مهمة في الفضاء
:
أوقف النقيب نور سيارته الصاروخية أمام مبنى قديم يعود طرازه إلى ما كان عليه البناء في الربع الأخير من القرن العشرين , وأسرع يصعد في درجاته الخمس شبه البالية ثم عبر الباب الخشبي الصغير وأغلقه خلفه بإحكام , ثم تطلع إلى الغرفة الصغيرة الخالية تقريبا من الأثاث واقترب من صندوق معدني صغير في ركن الغرفة وأخرج من جيبه بطاقة صغيرة مربعة لا يزيد طول ضلعها على السنتيمترات الثلاثة ووضعها داخل تجويف طولي رفيع في طرف الصندوق ولم تمض ثانية واحدة حتى تردد في أنحاء الغرفة صوت معدني آلي يقول :
- النقيب نور الدين محمود البطاقة المغناطيسية مطابقة , نرجو المعاونة في إنهاء إجراءات التحقق من الشخصية ... شكرا .
انفرج جزء من الحائط المقابل كاشفا عن دائرة خضراء مثبتة في إطار زيتي , تقدم نور نحوها ووقف ثابتا خمس ثوان نطق بعدها الصوت المعدني قائلا :
- تم التحقق من الشخصية نسمح لك بالدخول .
لمس نور البقعة الخضراء بأصابعة , فتحرك جزء من أرضية الحجرة وخرج منها أنبوب بللوري أسطواني أسرع نور يقف بداخله فهبط به في الحال إلى أعماق الأرض وعادت أرضية الغرفة وحائطها إلى ما كانا عليه قبل وصوله .
توقف الأنبوب البللوري على عمق عشرين مترا وغادره نور بخطوات سريعة نحو أحد الجنود الذي بادره بالتحية العسكرية ثم ضغط على زر صغير فانفرج الحائط كاشفا عن غرفة القائد الأعلى للمخابرات العلمية المصرية .
*****
كان القائد يبدو شديد القلق حتى أنه رد على تحية نور العسكرية بشرود ثم أشار إليه بالجلوس وبادره قائلا :
- من العبث أن أخبرك بالأحاث المذهلة التي أصابت سماء كوكبنا منذ ثلاثة أيام , فإن ذلك اللون الأحمر الذي خلفته لم يتلاشى من السماء , إلا بعد أن أصاب قلوب سكان الأرض جميعا بالرعب والفزع .
أومأ نور برأسه إيجابا فاستطرد القائد الأعلى قائلا :
- ولكن هناك من الأحداث ما أحيط بسرية مطلقة قبيل يومين من هذا الحادث .
ثم لمس بأصابعه دائرة صفراء صغيرة مثبتة في إطار مكتبه فتكونت في منتصف الغرفة صورة مجسمة للفضاء الداكن بنجومه المضيئة تتوسطها دائرة شديدة السواد أشار إليها القائد الأعلى قائلا :
- لقد تم التقاط هذه الصورة المجسمة للفجوة السوداء المسماه ( ث . ج 21 ) , ومعناها ثغرة الجذب رقم واحد وعشرين .. بوساطة المرصد الفضائي المصري الذي نرمز إليه بالحروف ( م . ف . م ) , والموضوع خارج مجموعتنا الشمسية منذ عام ألفين وسبعة ... التقطت هذه الصورة قبل حادث السماء الحمراء بثلاثة أيام وهي كما تلاحظ تبدو طبيعية للغاية , حيث الفجوة شديدة السواد تنجذب إليها بإستمرار جميع الجسيمات التي تسقط تحت قوة جذبها المهولة والآن انظر إلى الصورة التالية .
عاد القائد الأعلى يلمس الدائرة الصفراء فتلاشت الصورة المجسمة , وتكونت بدلا منها صورة مماثلة باستثناء أن مركز الفجوة السوداء بدأ يتحول إلى اللون الرمادي الداكن , ثم الرمادي الفاتح وبدأ يقترب من اللون الأبيض , فقال القائد الأعلى وهو يشير إلى الصورة المجسمة :
- راقب ما يحدث جيدا أيها النقيب , فهذه هي المرة الأولى في تاريخ علم الفلك التي ترصد فيها مثل هذه الظاهرة .
وفجأة انبعث شريط أبيض مبهر للأبصار من مركز الفجوة السوداء , وبدت الصورة مشوشة تماما ثم اختفت , ولم يستطع نور منع علامات الذهول التي ارتسمت على ملامحه على حين تنهد القائد الأعلى بقلق وهو يقول :
- هذا ما حدث بالضبط أيها النقيب , عندما التقطت هذه الصورة قبيل الحادث بيومين فقط , وتوقف إرسال الصورة المجسمة من ( م . ف . م ) مدة يوم كامل , حاول علماؤنا خلاله التوصل بأقصى سرعة إلى سبب الخلل أو على الأقل تفسير لتلك الظاهرة العجيبة , التي التقطها المرصد قبل توقفه ولكن دون جدوى .
ثم صمت لحظة حرك فيها كفيه في حيرة قبل أن يتابع قائلا :
- أن هذا الحادث قد أثار حيرة علمائنا إلى درجة شديدة يا نور .. فالمعروف منذ سنوات عديدة أن الفجوات السوداء تمتص الضوء , ولذلك فهي تبدو شديدة السواد , ولكنها المرة الأولى التي ينبعث فيها من الفجوات السوداء ضوء , وهذا يحطم كل النظريات العلمية المعروفة عنها .

سأل نور قائده باهتمام :
- وهل يرتبط هذا الحدث بذلك الانفجار الذي صبغ السماء باللون الأحمر يا سيدي ؟
أومأ القائد الأعلى برأسه إيجابا وقال :
- نعم يا نور للأسف ... فمنذ توقف إرسال الصور المجسمة عن طريق ( م . ف . م ) تلقت كل شاشات الرصد على الأرض بقعة بيضاء متحركة تخالف كل القواعد التي صنعت بها هذه الشاشات .
أومأ نور برأسه قائلا :
- لقد تابعت ذلك أثناء زيارتي لزوجتي في ( مركز الأبحاث الفضائي ) يا سيدي , ولقد كان الأمر مذهلا بحق .
قال القائد الأعلى :
-سيفيدك هذا كثيرا في المهمة التي سأسندها إلى فريقك يا نور .
وصمت لحظة قبل أن يتابع قائلا :
- إن أجهزتنا تتلقى نبضات منتظمة منذ حادث الفجوة السوداء أيها النقيب , ولكنها مخالفة تماما للمألوف ولقد أجمع علماؤنا على أن الخطوة الصحيحة لحل اللغز هي مراقبة الأمر عن قرب , ولذلك ...
عاد القائد الأعلى إلى صمته لحظة أخرى وكأنه يبحث عن كلمات مناسبة لما سيقول , ثم نظر إلى نور قائلا ببطء :
- ولذلك فسينطلق فريقك إلى حيث يقبع المرصد الفضائي المصري أيها النقيب في محاولة أخيرة لكشف غموض هذا اللغز ... ستكون مهمتكم خارج كوكب الأرض... في الفضاء الكوني , فهل تعتقد أن فريقك المدني سيوافق على أدائها ؟
أطرق نور برأسه مفكرا , ومضت دقيقة تقريبا قبل أن يرفع رأسه قائلا :
- سيكون الأمر جديدا ومربكا لهم يا سيدي ولكن معرفتي الوثيقة بهم تجعلني أجزم أنهم سيوافقون جميعا وبلا تردد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 1:00 pm

<hr style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>

3- رحلة الرعب :-
تعلقت عيون الجميع بالشاشة القرمزية المستطيلة المثبتة في مواجهتهم والتي تغيرت الأرقام البرتقالية اللون فوقها بترتيب تنازلي حتى وصلت إلى الرقم صفر وهنا سرت في أجسادهم ارتعادة خفيفة اختلطت بالارتجاج الهادئ الذي امتصت مقاعدهم الجزء الأكبر منه وبعد فترة غير قصيرة من السكون قال نور بصوت هادئ :
- لقد انطلق بنا الصاروخ وسرعان ما نقترب من القمر قبل أن نواصل رحلتنا إلى خارج المجموعة الشمسية .
ظلت سلوى صامتة وقد تولاها قلق مبهم على حين ابتسم رمزي بهدوء وضحك محمود وهو يقول :
- ترى ماذا تفعل والدتي الآن وهي التي كانت تصاب بالقلق عندما كنا نغادر القاهرة إلى الاسكندرية ؟
ابتسم الجميع لدعابته وقال نور :
- لقد اصبح السفر في الفضاء أكثر أمنا في عصرنا هذا يا محمود حتى أن الاطفال وكبار السن اصبح من الممكن انتقالهم عبر الكواكب .
قال رمزي معلقا :
- إنه التطور الطبيعي أيها القائد فعند اختراع الطائرات لم يكن يسمح بركوبها إلا بعد الكشف الطبي و...
قاطعه صوت هادئ أتى عبر أجهزة الاستماع الداخلية قائلا :
- هنا القبطان أحمد جودت قائد الناقلة الفضائية أحمس 500 ... لقد تجاوزنا القمر ويمكنكم حل أحزمة الأمان والتجوال بحرية داخل الناقلة .
حل الجميع أحزمة الأمان ونهضوا من مقاعدهم واتجه نور إلى مستطيل صغير لمسه بسبابته فانفتحت كوة في جدار المركبة الفضائية وظهر من خلف زجاجها السميك الفضاء الشاسع بنجومه التي بدت أشد ضياء وأكبر حجما فصاحت سلوى مبهورة :
- ياللروعة !! إن هذا المشهد يفوق أعظم اللوحات جمالا .
قال رمزي وهو يتأمل المشهد الرائع :
- إنها لوحة من إبداع الخالق - عز وجل - ومن الطبيعي أن تتغلب على اعظم لوحات البشر .
تطلع محمود إلى النجوم قائلا :
- هذا صحيح يا رمزي ولكنني لا أدري لماذا أشعر بخوف مبهم وأنا أتطلع إلى النجوم ؟ أشعر وكأنها تناديني .. أو تدعوني للفناء في قلبها .
ضحك نور وهو يقول :
- يبدو أنك مصاب بعقدة الفضاء أيضا يا عزيزي محمود وسيضطر صديقنا رمزي إلى معالجتك منها كما عالجك من قبل من عقدة البحر .
قطع حديثهما دخول القبطان أحمد جودت وهو يقول مبتسما :
- لا تهتم لمخاوفه أيها النقيب نور ستتلاشى جميعها مع مضي الوقت ... لقد اعتدنا على ذلك .
التفت إليه الجميع ... كان يشبه نجوم السينما بقامته الفارهه وجسمه الرشيق الرياضي الذي يحمل وجها مستطيلا تراصت ملامحه بانتظام ووسامة بأنفه المستقيم وفمه الرفيع الشفتين وجبهته العريضة وعيونه السوداء وشعره الأسود عدا سالفيه اللذين خطهما الشيب مما أضفى علي مظهره وقارا محببا ...
تقدم القبطان جودت وجلس على أقرب مقعد إليه متابعا :
- إن ما نطق به زميلكم معتاد في مثل هذه الرحلات فللنجوم سحر عجيب .. وللسفر في الفضاء سحر أقوى إننا عندما ننطلق لنشق أجواز الفضاء نشعر في قلوبنا بمزيج من الرهبة والانبهار ... مزيج نطلق عليه نداء النجوم .
أشار إليه محمود بسبابته وهو يبتسم قائلا :
- هذا ما أردت قوله تماما يا سيدي القبطان .
هم نور بالتحدث عندما سمع الجميع صوت مجدي مساعد القبطان وهو يقول بقلق عبر أجهزة الاستماع :
- أرجو حضور القبطان إلى غرفة القيادة للضرورة القصوى .
ثم كرر نداءه على حين نهض القبطان جودت وقد ارتسم القلق على ملامحه وقال :
- معذرة يا سادة سأضطر إلى مفارقتكم .....
قاطعه نور قائلا باهتمام :
- من الواضح أن شيئا ما قد حدث ... سأرافقك يا سيدي إلى غرفة القيادة .
حاول القبطان الاعتراض ولكن النظرات الحازمة التي طالعته في عيني نور دفعته للموافقة بهدوء وما إن غادر كلاهما الغرفة حتى التفتت سلوى إلى زميليها وقالت بقلق :
- قلبي يحدثني أن مخاوفنا قد أصبحت قريبة جدا يا رفاق .
***
لم يكد نور يجتاز الكوة التي تفصل بين ممر الناقلة الفضائية وغرفة قيادتها خلف القبطان جودت حتى تسمر كلاهما في مكانه واتسعت عيونهما دهشة فقد كانت تسبح في فراغ الغرفة وحول مساعدي القبطان وامام الآلات المعقدة مجموعة من الفقاعات الذهبية اللون انعكست عليها الأضواء الساقطة من شاشات الرادار الثلاث فصنعت مشهدا كان من الممكن أن يبدو غاية في الجمال لو أنه قد حدث في ظروف مختلفة ولكنه في هذه اللحظة بدا في عيني نور وطاقم قيادة الناقلة مفزعا مثيرا للحيرة .
كانت الفقاعات الذهبية تتحرك بشكل يمكن أن يقال إنه منتظم للغاية فلقد كانت تتراص على هيئة خطوط مستقيمة مختلفة الطول ثم تدور حول جسدي مساعدي القبطان دورة أفقية كاملة تعود بعدها للتراص في خطوط مختلفة ثم تدور دورة رأسية مشكلة مجموعة من الدوائر المختلفة في أنصاف أقطارها وأخيرا تعود إلى البداية ويتكرر تتابعها بانتظام ....
مضت فترة طويلة من الصمت والدهشة قبل أن يتمتم القبطان جودت بلهجة أقرب إلى الحنق قائلا :
- ما الذي يحدث هنا بحق السماء ؟
أجابه مساعده الأول مجدي النبراوي وهو شاب يميل إلى البدانة له وجه طفولي باستثناء الشارب الذي ينتشر أسفل أنفه ويتدلى طرفاه حول شفتيه وشعره الأكرت الكثيف الذي يصففه بعناية ... أجابه بمزيج من الذعر والقلق قائلا :
- ليت لدي ما أجيب به يا سيدي القبطان ..!! لقد كنا نسير في طريقنا المرسوم عندما تألقت شاشات الرادار فجأه وصرخت بأزيز قوي ثم امتلأت الغرفة بهذه الفقاعات الذهبية الغريبة .
قال المساعد الثاني حسن سالم وهو شاب نحيل عصبي له أنف طويل وفم صغير وذقن مدببة ورأس يميل إلى الصلع :
- إن هذه الفقاعات المقيتة* تتحرك بنفس هذا النسق المثير للأعصاب منذ ظهورها ... لقد توترت أعصابي حتى أنني أقود الناقلة بصعوبة .
زوى القبطان ما بين حاجبيه بقلق وهو يراقب الفقاعات الذهبية في حركتها المنتظمة ثم قال بحزم :
- أوقف المحركات يا حسن .
ضغط حسن على بضعة أزرار متراصة أمامه بعصبية على حين جذب مجدي ذراعا قصيرة فتوقفت محركات الناقلة الفضائية واستمرت في سيرها بفعل القصور الذاتي ولكن الفقاعات الذهبية لم تتوقف عن حركتها المنسقة المتتابعة فقال نور :
- ألا يحتمل أنها نوع من أنواع الخداع البصري ؟
هز القبطان رأسه نفيا وقال :
- إنها رحلتي الخامسة عشرة إلى خارج المجموعة الشمسية أيها النقيب وإنها المرة الأولى التي تصادفني فيها مثل هذه الظاهرة .
مد نور يده نحو إحدى الفقاعات وهو يقول بإصرار :
- هناك وسيلة للتأكد من ذلك يا سيدي .
ولكن يده توقفت في منتصف الطريق نحو الفقاعة الذهبية فقد وصل إلى مسامعه صوت صيحة فزع مكتومة من حنجرة سلوى .
***
قفز نور داخل حجرة فريقه وقد تملكه الجزع من صيحة سلوى ولكنه توقف عندما وقع بصره على ذلك الذي أثار رعبها فلم يكن هناك سوى الفقاعات الذهبية التي اتخذت في حركتها نفس النسق المنتظم الذي شاهده نور في حجرة القيادة فقال بهدوء :
- لا داعي للخوف يا سلوى إنها لا تؤذي على الاطلاق .
اسرعت سلوى تتعلق في ذراعه بذعر على حين قال رمزي وهو يحدق في فقاعة ذهبية دارت أمام عينيه :
- ربما أيها القائد ولكنها تثير الفزع .
قطب نور حاجبيه وأبعد سلوى قليلا ثم توجه بخطوات ثابته هادئة نحو الفقاعات التي كانت تدور في حركة رأسية ومد يده محاولا إمساك إحداها ....
وفجأة وقبل أن تلمس يد نور أقرب الفقاعات إليه توقفت كلها عن الدوران وانطلقت في صفوف منتظمة نحو أجهزة الاتصال الداخلي وقبل أن يدرك أحد الموجودين ما حدث تلاشت الفقاعات داخل سماعات الأجهزة وهدأ الجو تماما .....
خيم الصمت على جو الغرفة إلى أن قطعه نور قائلا :
- قلبي يحدثني أن هذه مجرد بداية للظواهر العجيبة التي ستواجهنا يا رفاق .
تمتمت سلوى بصوت هو مزيج من الرعب والقلق :
- كنت أعلم ذلك .... كنت أشعر به منذ انطلق بنا الصاروخ في بداية الرحلة .... كنت أعلم أنها ستكون بحق رحلة الرعب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 1:03 pm

4- محاولة فاشلة .....

أخذ القبطان جودت يتحرك بقلق في غرفة اجتماعات الفريق وهو يقول :
- إن تفسيرا واحدا مما طرحتموه خلال الأيام الخمسة الماضية لم يقنعني بما حدث داخل الناقلة أيها الشباب .
هز نور كتفيه قائلا :
- ولكنها التفسيرات المتوافرة يا سيدي ... تذكر أن الحدث لم يستغرق يومها سوى ربع ساعة على الأكثر كما أنه لم يتكرر طوال خمسة أيام .
أشاح القبطان بذراعه قائلا :
- إنني أرفض منذ البداية تفسير رمزي مع احترامي لدراسته وخبرته في المجال الطبي فهذه الفقاعات لم تكن على الاطلاق خداعا بصريا .
اعتدل رمزي قائلا :
- ولم لا يا سيدي القبطان ؟ إن ملاحي الفضاء قد يقابلون مثل هذه الظواهر إذا ما اصيبت أجهزة التهوية بأي نوع من الخلل وإن بلغ درجة غاية في الصغر .... إن قرنية العين لا تحتوي على شرايين أو شعيرات دموية لتغذيتها ولذلك فهي تحصل على الاكسجين من الهواء الخارجي مباشرة والخلل في هذا الهواء يجعلها ترى أحيانا ضبابا خداعيا أو بقعا حمراء .
قاطعه نور بهدوء قائلا :
- إن القبطان على حق يا عزيزي رمزي فالخداع البصري الناجم عن الخلل في الغازات المحيطة لا يصيب الجميع بشكل ومنتظم إلى هذه الدرجة ثم إن الناقلة بأكملها تتغذى من مصدر واحد فكيف تفسر عدم حدوث هذا الخداع البصري في الممر الموصل بين حجرتنا وحجرة القيادة ؟
صمت رمزي وهو يهز رأسه معبرا عن حيرته فقالت سلوى :
- لعل التفسير الذي أخبرنا به محمود أقرب إلى الصواب يا نور فهو يقول إن هذه الفقاعات ناجمة عن خلل إشعاعي أصاب ال ......
قاطعها القبطان قائلا :
- مستحيل يا سيدتي فإن أي خلل ولو بسيط في النشاط الاشعاعي داخل المركبة تحدده الآلات بدقة بالغة لا تقبل المناقشة .
اعتدل نور في مقعده وقال بهدوء :
- هناك تفسير واحد لم نلجأ إليه بعد يا سيدي القبطان .
التفت إليه الجميع , فتابع قائلا بهدوء :
- أن تكون هذه الفقاعات الذهبية عبارة عن مخلوقات فضائية حية .
****
تطلع حسن مساعد القبطان إلى شاشة الرادار المواجه له وقال :
- لقد عبرنا توا مجال كوكب أورانوس يا سيدي ... إن رحلتنا تسير على ما يرام منذ ذلك الحادث السخيف .
قال القبطان بهدوء دون أن يلتفت إليه :
- إن السرعة البالغة التي ننطلق بها بفضل الوقود الأميني ستساعدنا على بلوغ ( المرصد الفضائي المصري ) بعد خمسة أيام فقط يا حسن وأصدقك القول إنني أشعر بالندم على قبولي هذه المرحلة .
تراقصت على شفتي حسن ابتسامة خبيثة فقطب القبطان حاجبيه وقال في غضب :
- إن ندمي لا يرجع إلى الخوف أو الرهبة وإنما إلى وجود هؤلاء الشبان معنا فهم يفكرون بشكل يبدو لي سخيفا للغاية .
ضحك حسن قبل أن يقول :
- إنهم مصابون بالحيرة مثلنا تماما يا سيدي وعلى كل فالمهمة مهمتهم .
ازداد القبطان عبوسا وهو يقول :
- وهذا ما يضايقني يا حسن إنني أشعر وكأنني سائق سيارة أجرة فقط .
هم حسن بمداعبة قائده عندما تألقت شاشات الرادار الثلاث فجأة , ثم انطفأت وعادت تتألق وتخفت في تتابع منتظم فهتف حسن بعصبية :
- لا .... ليس مرة ثانية .
توترت عضلات وجه القبطان وهو يتوقع ظهور الفقاعات الذهبية مرة أخرى ولكن شيئا من ذلك لم يحدث وإن استمرت شاشات الرادار الثلاث في التألق والخفوت المنتظم المتتابع فقال حسن :
- عجبا !! إنها المرة الأولى التي تصاب فيها الرادارات بهذا الارتباك .
مط القبطان جودت شفتيه وهو يقول بضيق :
- يبدو أننا سنكرر كلمة المرة الأولى كثيرا طوال رحلتنا هذه يا حسن .
قال حسن بعصبية :
- هل تعتقد أنه من الأفضل أن يعلم هؤلاء الشبان بذلك يا سيدي ؟
هز القبطان جودت كتفيه بلا مبالاه قائلا وهو يضغط أحد الأزرار القريبة منه :
- ولم لا ..... سأرسل إليهم ما يحدث على شاشة الاستقبال في حجرة اجتماعاتهم .
**** وقف أفراد الفريق يتابعون الومضات المنتظمة التي تصدر على شاشات الرادار باهتمام وتعجب وصمت , حتى قالت سلوى :
- من العجيب أن هذه الومضات منتظمة للغاية فهي عبارة عن خمس ومضات سريعة متلاحقة , تتلوها فترة قصيرة تخفت فيها استضاءة الشاشات ثم تعقبها ثلاث ومضات طويلة ويتكرر ذلك كلما انتهى .
قال نور :
- ترى هل تشبه تلك النبضات التي تلقتها أجهزة ( مركز البحوث الفضائي ) يا سلوى ؟
هزت سلوى رأسها نفيا وقالت :
- أبدا ... إنها لا تشبهها على الاطلاق .
انبرى محمود قائلا :
- ما رأيك لو حاولنا التقاط تلك الومضات ووضعها في الكمبيوتر أيها القائد ؟ ... قد نتوصل إلى رابط ما .
نظر نور إلى ساعته وقال :
- لست أعتقد أنها ستنتظرنا يا محمود لقد استغرقت نصف ساعة حتى الآن ولا أعتقد أنها ستستمر أكثر من ذلك .
أسرع محمود نحو حقيبة أجهزته وهو يقول :
- لا مانع من المحاولة فقد نجد الوقت الكافي وقد ...
وقبل أن يتم محمود عبارته توقفت الومضات المنتظمة وعادت شاشات الرادار الثلاث لأداء عملها المعتاد وابتسم نور وهو يلمح أمارات خيبة الأمل على وجه محمود وقال :
- في المرة القادمة سنستفيد من هذا الدرس ونحاول التقاط الحدث فور حدوثه .
هز رمزي رأسه في حيرة وقال :
- من الغريب أن الأحداث العجيبة قد واجهتنا في هذه المرة قبل أن نصل إلى هدفنا .
التفت إليه نور بحدة وحدق في وجهه بدهشة ثم صمت وزوى ما بين حاجبيه مفكرا ...
تبادل أفراد الفريق النظرات فيما بينهم ثم ربتت سلوى على ظهر نور وسألته بصوت خافت :
- ما الذي يدور في عقلك يا نور ؟
مرت فترة من الصمت قبل أن يقول نور ببطء :
- لقد نبهني رمزي إلى احتمال لم يخطر ببالنا من قبل يا عزيزتي .. احتمال أن تكون هذه الأحداث مدبرة لمنعنا من الوصول إلى هدفنا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 1:04 pm

5- صراع الغضب .....

تجهم وجه القبطان جودت وهو يستمع إلى نور وما أن أنهى هذا الأخير حديثه حتى استدار القبطان ليغادر الغرفة دون أن ينطق بكلمة فأمسك نور بذراعة قائلا :
- إنني لم أحصل على إجابة بعد يا سيدي القبطان .
استدار القبطان جودت ببطء ليواجه نور ثم قال ببرود :
- أية إجابة أيها النقيب ؟ ..... ماذا تريد مني أن أجيب عندما تتهمني ومساعدي بتهمة التآمر ؟
وفجأة احتدت لهجته وهو يشير إلى وجه نور صائحا :
- إنني قبطان هذه الناقلة الفضائية أيها النقيب المغرور ... هل تعلم معنى كلمة قبطان ؟ .. إنني أستطيع أن أصدر ضدك حكما بالاعدام بل استطيع تنفيذه أيضا بصورة يكفلها القانون .
لم يبد على وجه نور الاهتمام بثورة القبطان بل قال ببرود :
- لست أجد مبررا لثورتك يا سيدي القبطان لقد سألتك فقط عما إذا كان من الممكن إحداث هذه الظواهر العجيبة من داخل الناقلة وعمن يمكنه فعل ذلك .
ضرب القبطان الحائط بقبضته صائحا :
- كف عن هذه المهازل أيها الشاب ... إن فشلك في التوصل إلى تفسير مقنع لا يبيح لك حق اتهام رجال شرفاء .
عقد نور ساعديه أمام صدره وقال بصوت يجمع بين الغضب والصرامة :
- حسنا يا سيدي القبطان لقد اجبرتني على ذلك إنني أطلب منك رسميا وبصفتي ممثلا للقائد الأعلى للمخابرات العلمية أن تسلمني التقارير السرية لمساعديك .
امتقع وجه القبطان وتملكه غضب عارم فغادر الغرفة وأغلق الباب خلفه بعنف دون أن ينطق بكلمة واحدة .
***
وقفت سلوى تتطلع من خلال النافذة الزجاجية السميكة إلى الفضاء الشاسع بنجومه اللامعة وقالت بصوت قلق :
- لست أدري يا نور إذا ما كان تصرفك هذا سليما أم لا ولكنني لا أشعر بالراحة عندما يقود هذه الناقلة قبطان غاضب .
هز نور كتفيه وقال :
- لقد رفض التعاون تماما يا عزيزتي .. إنه يرفض احتمال أن يكون أحد مساعديه خائنا .
مط رمزي شفتيه وقال :
- حاول أن تنظر إلى الأمر من وجهه نظر فلسفية بحته يا نور وتصور أن أحدهم قد جاء ليبلغك أن أحدنا خائن .
صمت نور لحظة ثم قال :
- ولكن احتمال الخيانة قائم يا رمزي فمما لاشك فيه أن التوصل إلى سر علمي جديد قد أصبح محور صراع الدول المتقدمة في عصرنا هذا وقد تحاول إحدى الدول منعنا من التوصل إلى هذا السر بكل الوسائل حتى لو اضطرت لشراء أحد رجالنا .
تدخل محمود قائلا :
- ألم يكن من الأسهل تدمير ناقلتنا ومنعها من الوصول بطريق مباشر ؟
هز نور رأسه نفيا وقال :
- إن مثل هذه الأمور لم تعد تحدث في هذا العصر يا محمود فالاحتكاك المباشر بين دولتين قويتين سيؤدي إلى حرب قد تؤدي إلى دمار العالم بأكمله .
استدارت سلوى قائلة :
- ولكن الأحداث الغامضة التي مرت بنا داخل الناقلة الفضائية لم تسبب حتى الآن أية أضرار باستثناء الخوف بالطبع .
رفع نور سبابته أمام وجهه وقال :
- وهذا ما يدفعني إلى تأكيد حدوثها بسبب أحد الأفراد الموجودين بداخل الناقلة فهو لن يعرض نفسه للخطر المباشر .
هز رمزي رأسه وقال :
- منطق مقبول من الناحية النفسية أيها القائد .
توجه إليه نور وسأله باهتمام :
- لو افترضنا وجود هذا الخائن يا طبيبنا النفسي فأي من الرجال يمكنه أن يفعل ذلك ؟
صمت رمزي لحظة وظهرت على وجهه دلائل التفكير العميق ثم قال :
- حسنا .... إن القبطان جودت مستبعد بالطبع نظرا للاختبارات الدقيقة المعقدة التي يمر بها قبل إسناد مثل هذا العمل إليه وحسن عصبي إلى درجة تمنعه من مواصلة عمل طويل كهذا فلم يبق أمامنا سوى ......
قاطعه نور وهو يضرب وسطاه بإبهامه قائلا :
- مجدي النبراوي .... أنت محق يا رمزي لقد كان يبدو هادئا تماما عندما ظهرت الفقاعات الذهبية في غرفة القيادة كما أنه كان في أثناء فترة راحته عندما حدث ذلك التشويش على أجهزة الرادار إنه الشخص الوحيد الذي يمكنه افتعال مثل هذه الأحداث .
وفجأة شعر الجميع بارتجاج شمل الناقلة بأكملها ثم تحولت النجوم اللامعة التي تبدو من خلال زجاج الناقلة السميك إلى ما يشبه خطوطا متقطعة من النور فصاح محمود :
- يا إلهي !! لقد انطلقت الناقلة بسرعتها القصوى ...
زوى نور ما بين حاجبيه بغضب وهو يقول :
- ما معنى هذا التصرف الأحمق ؟
أما سلوى فقد وضعت كفها على فمها وهي تتمتم بألم :
- رباه !! إن هذا الانتقال المفاجئ في السرعة قد أصابني بغثيان ش....
وقبل أن تتم عبارتها شهقت فجأة ثم تقيأت بعنف فانفجر الغضب في وجه نور وهو يسرع نحو غرفة القيادة صائحا :
- لن يستمر هذا العبث .. لن أسمح به بعد الآن .
***
كان القبطان جودت يبدو هادئا يصفر من فمه لحنا شعبيا معروفا عندما اقتحم نور غرفة القيادة صائحا بغضب :
- من المسئول عن مضاعفة السرعة هنا ؟
كان مجدي هو الذي يقوم بدور مساعد القبطان في هذه النوبة ولكنه لم يلتفت نحو نور على حين تراقصت ابتسامة متشفية على شفتي القبطان وهو يقول ببرود :
- عد إلى حجرتك أيها الصغير إن مثل هذه الأمور لا تخص الأطفال .
أمسك نور كتف القبطان بقوة وقال :
- إن استخدام هذه السرعة التي تقل بربع درجة عن سرعة الضوء ممنوع تماما يا سيدي القبطان إلا في حالات الطوارئ .
ابتسم القبطان في سخرية وقال :
- حسنا ... إننا نمر بحالة طوارئ أليس كذلك يا مجدي ؟
تردد مجدي بارتباك ولكن القبطان نظر إليه بغضب فقال بصوت خافت :
- بلى يا سيدي .
صاح نور بسخط :
- هل يمكنك أن تبرر لي سبب هذا التعنت أيها القبطان ؟
حرك القبطان كتفيه ومط شفتيه علامة عدم المبالاه وهو يقول :
لقد مللت القيام بدور السائق المتهم بالخيانة أيها النقيب ولقد قررت اختصار فترة قيامي بهذا الدور .
ثم أشار إلى كمبيوتر السرعة وهو يقول :
- وبهذه السرعة التي ننطلق بها الآن سنعبر المجموعة الشمسية ونصل إلى هدفنا في ست وعشرين ساعة فقط .
هم نور بالتفوه بعبارة غاضبةعندما دخل رمزي إلى الغرفة مبتسما فسأله نور باهتمام :
- كيف حال سلوى يا رمزي ؟
ربت رمزي على كتفه بود وقال مبتسما :
- إن زوجتك بخير أيها القائد .. إن ذلك الغثيان والقئ لم يكونا بسبب السرعة المتغيرة .
ثم ضحك قائلا :
- ولكنك ستصبح أبا عن قريب .. تهنئاتي أيها القائد .
وبدلا من أن يبتهج نور شحب وجهه وهو يتمتم قائلا :
- يا إلهي !! وفي هذه الظروف ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 1:05 pm

<hr style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>

6- المواجهه ....

مسحت سلوى على رأس زوجها بحنان وسألته بصوت خافت :
- إنك لا تبدو مبتهجا يا نور ... هل أغضبك أنك ستصبح أبا ؟
التفت إليها نور وابتسم بحنان قائلا :
- لقد كنت أتمنى ذلك يا عزيزتي ولكن الظروف التي نمر بها تقلقني .
قالت سلوى :
- لا تقل ذلك يا نور .. لقد كنت دائما أقوى من كل الظروف وستتوصل هذه المرة أيضا إلى الحال كما تفعل دائما .
صمت نور لحظة ثم قال :
- أتمنى ذلك يا عزيزتي .. أتمنى ذلك من أجلك ومن أجل طفلنا .
وفجأة أشارت سلوى إلى مصباح الغرفة وصاحت بوجل :
- يا إلهي !! نور انظر إلى الضوء
قفز نور واقفا وتطلع بدهشة إلى ضوء الغرفة الذي تحول من اللون الأبيض إلى اللون الأصفر ثم تبدل فجأة غامرا الغرفة بضوء أحمر باهت واستمر في تحوله إلىالأزرق فالأخضر الوردي وعاد إلى الأبيض وهكذا دواليك ..
أسرع نور نحو غرفة اجتماعات الفريق وهو يقول :
- لا بأس يا زوجتي العزيزة .. سنواجه جميعا هذا الأمر هذه المرة .
***
كانت أضواء الناقلة بأكملها تتبدل بذلك الشكل المنتظم وكان محمود قد أعد جهازه الخاص بالالتقاط الاشعاعي بالفعل , عندما وصل نور إلى غرفة اجتماعات الفريق فصاح به قائلا :
- التقط كل ما يمكنك التقاطه يا محمود , كل أنواع الطاقة وكل الموجات الممكنة .
ثم أسرع إلى غرفة القيادة واقتحمها عنوة وصاح في القبطان :
- أين مساعدك مجدي ؟
صاح القبطان بغضب :
- أصمت أيها الفتى ودعنا نواجه تلك الأضواء العابثة .
ولكن حسن قال بعصبية :
- إنه في غرفته .... اذهب إليه ودعنا وشأننا .
عبر نور الممر بقفزة واحدة متوجها إلى غرفة مجدي ولكنه سمع صوت محمود يناديه بلهفة قائلا :
- أسرع إلى هنا أيها القائد ... أمور مذهلة تحدث ... مذهلة للغاية .
تردد نور لحظة بين اقتحام غرفة مجدي والعودة إلى غرفة اجتماعات الفريق ولكن تكرار محمود لندائه حسم الأمر , وجعله يسرع نحو غرفة الفريق وما أن ولجها حتى توقف مشدوها واتسعت عيناه بشده وأسرعت زوجته تتعلق بذراعه وهي تقول بذعر :
- ما هذا الشئ يا نور ؟ .. ما الذي يحدث هنا ؟
ففي وسط الغرفة تماما وتحت الأضواء التي استمرت تتبدل بنفس النسق تكونت صورة مجسمة لشاب وفتاه ولكنها لم تكن تشبه الصور المجسمة التي اعتاد الجميع على رؤيتها , وإنما كانت صورة سلبية ( نيجاتيف ) صنعت مع الأضواء المتبدلة مشهدا مخيفا للغاية .
***
مرت فترة من الصمت والجميع يحدقون في الصورة السلبية المجسمة التي تكونت في منتصف الغرفة حتى قال نور :
- كيف حدث هذا يا محمود ؟
هز محمود كتفيه وقال دون أن يبعد بصره عن الصورة :
- لست أدري أيها القائد ... لقد حاولت التقاط الأشعة المنبعثة من الضوء المتبدل عندما تكونت هذه الصورة فجأة .
أشار نور إلى جهاز قريب وقال :
- سجل هذا المشهد بالفيديو المجسم يا محمود لا تتركه حتى لا يضيع منا .
أسرع محمود نحو جهاز الفيديو المجسم وبدأ في التقاط المشهد فقال نور :
- إن أحدهم يعبث بنا ولن أسمح له بخداعنا أكثر من ذلك .
ثم استدار مغادرا الغرفة ومتوجها إلى غرفة مجدي النبراوي وما أن أصبح على بعد خطوات قليلة منها حتى توقف تبدل الأضواء وعاد الضوء الأبيض يغمر الناقلة الفضائية , فتمتم نور بحنق قائلا :
- ها قد ضاعت الفرصة في الامساك بالمجرم متلبسا .
ثم اقتحم غرفة مجدي دون استئذان وقفز هذا الأخير من فراشه صائحا :
- ماذا حدث ؟
وما إن تبين نور حتى صاح بغضب :
- كيف تسمح لنفسك باقتحام غرفتي بهذا الشكل ايها النقيب ؟ انني في نوبة الراحة .
جذبه نور من سترته قائلا :
- أخبرني يا سيد مجدي ... لماذا تحدث كل الأحداث الغامضة في أثناء نوبة راحتك ؟
أزاح مجدي قبضة نور بقوة صائحا :
- ما الذي أصابك أيها النقيب ؟ ... هل جننت ؟
قال نور بغضب :
- ربما يا سيد مجدي ... ولكنني اتهمك بافتعال كل هذه الأحداث الغامضة .
ظهر الغضب على وخه مجدي وصاح :
- ليس لك حق اتهام أحد داخل هذه الناقلة أيها النقيب ... لقد تجاوزت حدودك .
دفعه نور نحو الفراش قائلا :
- إنني أمتلك كل الحق أيها الخائن .
وفجأة وقبل أن يتحرك نور انتزع مجدي من سترته الرسمية المعلقة بجوار فراشه مسدسا ليزريا صوبه نحو نور قائلا بحنق :
- لقد اضطررتني إلى ذلك أيها النقيب .
***
تحرك نور بسرعة فائقة فركل بقدمه المسدس الليزي الذي يمسك به مجدي وقفز نحوه مسددا إلى فكه لكمة قوية ولكن مجدي تفاداها ببراعة وحاول توجيه لكمة إلى معدة نور الذي أمسك بمعصمه وأداره بحركة فنية بارعة دار بعدها جسد مساعد القبطان حول نفسه رأسيا ثم سقط على ظهره وهنا سمع كلاهما صوت القبطان يقول بحنق :
- كفى أيها النقيب ... لقد تجاوزت حدودك بالفعل .
نهض مجدي قائلا :
- لقد اقتحم غرفتي وحاول مقاتلتي أيها القبطان .
وقف القبطان جودت عاقدا كفيه خلف ظهره ومتجهما فأشار نور إلى مجدي قائلا :
- إنني أتهم مساعدك بالخيانة وافتعال الأحداث الغامضة أيها القبطان .
صاح القبطان بغضب :
- فلتوفر اتهاماتك حتى نصل إلى هدفنا أيها الشاب .. لقد قطعنا ثلاثة آلاف مليون ميل في هذه الرحلة ولن أسمح لمثلك بإفشالها ونحن على بعد ثلاث ساعات من الهدف .
أشار نور إلى مجدي صائحا بغضب :
- إن وجود هذا الخائن بيننا قد يمنعنا من الوصول إلى هدفنا على الاطلاق أيها القبطان .
قطب القبطان جودت حاجبيه وهو يقول بصرامة :
- حسنا أيها النقيب فلتخبرني بالادلة التي تمتلكها على خيانة مساعدي .. وأريد أدلة تقتنع بها المحكمة .
شعر نور فجأة بضعف موقفه فلم يكن يمتلك أدلة تكفي لإدانة المساعد , وشعر فجأة بالخطأ الذي ارتكبه بسبب توتر أعصابه وخوفه على زوجته وطفله المنتظر , شعر بتسرعه وتجنيه حينما أصدر حكما دون أن يجد ما يبرره بقوة فقال بصوت خافت :
أنت محق يا سيدي القبطان سنؤجل ذلك حتى نصل إلى هدفنا .
قال القبطان جودت بصرامة :
- سنصل إلى الهدف بعد مالا يزيد على الساعات الثلاث أيها النقيب , وحتى ذلك الحين أريد منكم أن تكفوا عن ممارسة عبثكم هذا داخل الناقلة الفضائية التي أقودها .. وعندما نصل إلى هناك سنصفي كل الحسابات بيننا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 1:06 pm

7- الخطر القاتل ......

على بعد ثلاثة آلاف مليون ميل داخل مكتب القائد الأعلى للمخابرات العلمية ارتفع ازيز جهاز الفيديو وتراصت على شاشة صغيرة ملحقه به عدة أرقام شفرية فضغط القائد الأعلى على زر قريب أضاءت بعده شاشة الجهاز وظهرت على سطحها صورة الدكتور عبد الله مدير مركز الأبحاث العلمي التابع للإدارة وما أن بدأ الاتصال حتى قال بقلق :
- لقد طرح أحد علمائنا نظرية جديدة حول حادث السماء الحمراء أيها القائد , نظرية لم تخطر ببالنا من قبل ولقد تحققنا منها بدراسة الظاهرة من هذا الجانب فوجدناها صحيحة إلى درجة مذهلة ومثيرة للفزع .
سأله القائد الأعلى باهتمام بالغ :
- وما الذي توصل إليه هذا العالم يا دكتور عبد الله ؟
قال الدكتور عبد الله بقلق :
- سأخبرك بالنظرية العجيبة تفصيليا يا سيدي المهم أن نحاول الآن منع نور وفريقه من الوصول إلى حيث المرصد الفضائي المصري ... يجب منعهم بأية وسيلة ممكنة .
زوى القائد الأعلى ما بين حاجبيه وهو يسأل باهتمام وقلق :
- ولكن لماذا يا دكتور عبد الله ؟ .. إنك تثير بداخلي قلقا بالغا .
قال الدكتور عبد الله :
- أخبرني أولا يا سيدي هل يمكن إبلاغهم بإيقاف الرحلة والعودة إلى الأرض فورا ؟
هز القائد الأعلى رأسه نفيا بأسى وقال :
- هذا مستحيل للأسف يا دكتور عبد الله فسرعة الناقلة التي تقلهم تقترب من سرعة الضوء والموجات اللاسلكية أو المحمولة على الليزر لن يمكنها بلوغهم قبل وصولهم إلى الهدف بأي حال من الأحوال لأن سرعتها أقل .
شحب وجه الدكتور عبد الله وهو يقول :
- ياللهول !! إن النظرية الجديدة - التي ثبتت صحتها بما لا يدع مجالا للشك - تؤكد أنهم فور دخولهم مجال المرصد الفضائي ستتحطم ناقلتهم وتتلاشى تماما .
ثم أردف بصوت ملتاع :
- لن يبقى من النقيب نور وفريقه يا سيدي سوى دفقة من الطاقة قد تتلقاها اجهزة الرصد الحديثة أو تتلاشى قبل وصولها إلى الأرض .. رباه !! إنني أشعر بحزن عميق يعتصر قلبي .
***
أتى صوت القبطان جودت عميقا من خلال أجهزة الاستماع الداخلي وهو يقول :
- فليستعد الجميع للتوقف بقرب الهدف .. سنصل إلى المرصد الفضائي المصري ( م . ف . م ) بعد ساعة واحدة من الآن , أرجو أن يجلس الجميع على مقاعدهم استعدادا لإطلاق الصواريخ العكسية وإيقاف المحركات بعد نصف ساعة من الآن .
تنهدت سلوى وقالت :
- أخيرا وصلنا بعد سبعة أيام قلقة .
ابتسم نور وقال :
- فلتشكري الله - سبحانه وتعالى - على ما منحنا من تفوق علمي يا عزيزتي... فلولا ذلك الوقود الأميني الذي تم التوصل إليه في بداية القرن الواحد والعشرين لاستغرقت هذه الرحلة سبع سنوات لا سبعة أيام فقط .
ضحك محمود وقال :
- ولولا التفوق العلمي أيضا ما حدث لنا كل ذلك .. لست أدري لماذا لم تصب العصور المتخلفة بمثل هذه الأحداث الغامضة ؟
تدخل رمزي قائلا :
- لا توجد عصور متخلفة يا صديقي فكل عصر يظن أنه قد وصل إلى قمة التقدم العلمي ثم يأتي عصر تال فيسخر مما وصل إليه الأول وهكذا ... إن مصطلح العصور المتخلفة مصطلح خاطئ .
ابتسم نور وقال :
- لعل خبراء اللغة العربية لهم رأي مخالف يا عزيزي رمزي .
هز محمود كتفيه وقال :
- المهم أن أهل العصور السابقة لم يجذبهم نداء النجوم هذا .
زوى نور ما بين حاجبيه وهو يقول بصوت خافت ونغمة بطيئة :
- ومن أدراك يا صديقي ؟ .... حقا .... من أدراك ؟
ثم رفع رأسه نحوهم وقال باهتمام :
- لقد حدث في سيبيريا عام ألف وتسعمائة وثمانية صباح الأول من يناير أن اندفع جسم مشتعل عبر الغلاف الجوي وانفجر على بعد أمتار من سطح الأرض ولقد كان الانفجار رهيبا حتى أنه اقتلع الأشجار من جذورها وألقى بها صفوفا منتظمة متراصة وجذورها نحو مركز الأنفجار كما ظلت سماء أوروبا بأكملها مضاءة طوال سبعة أيام ليلا ونهارا ولقد سجل هذا الحادث تحت اسم ( حادث سيبيريا ) ولكن أحدا لم يتوصل إلى تفسيره حتى الآن .
أومأت سلوى برأسها مقطبة حاجبيها وهي تقول :
- إنني أذكر قراءتي لهذا الحادث في كتب الألغاز العلمية يا نور ولكنني أعتقد أن بعض النظريات قد وضعت لتفسير هذا الحادث .
قال نور :
- هذا صحيح يا عزيزتي لقد قالت إحدى النظريات أن قنبلة ذرية قد انفجرت محدثة هذا الدمار ولكن القنبلة الذرية لم تكن قد كشفت بعد في ذلك الحين ووضع أحد العلماء نظرية معقدة تقول : إن هذا لم يكن سوى نيزك مصنوع من ...
وقبل أن يتم نور عبارته ارتجت الناقلة الفضائية بقوة وسقط الجميع أرضا فصاح محمود :
- رباه !! هل توقفت الناقلة ؟
نهض نور وعاون زوجته على النهوض قبل أن أن يقول :
- أعتقد ذلك يا محمود ... وأعتقد أيضا أن القبطان مدين لي بتفسير لذلك .
قاطعهما دخول القبطان جودت شاحب الوجه متوتر الملامح وسرعان ما انتقل توتره إليهم عندما قال :
- لقد توقفت الناقلة على الرغم منا أيها الشباب ... توقفت محركاتها وترفض العمل تماما !!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 1:07 pm

<hr style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>
8- محاولة انتحارية .....

مضت ساعة تقريبا ومحمود وسلوى منهمكان في محاولة إدارة محركات الناقلة الفضائية وأخيرا رفع محمود رأسه قائلا بيأس :
- لا فائدة إن المحركات سليمة تماما ولكنها تأبى أن تعمل .
قال مساعد القبطان حسن بتوتر وعصبية :
- إنها المرة الأولى ... ماذا جرى* !! لقد كنت أعلم أن هذه الرحلة لن تمضي بسلام .
أشار نور إلى مجدي وقال محدثا القبطان :
- لقد سبق أن حذرتك يا سيدي .
احتقن وجه مجدي ثم صاح بغضب هادر :
- ما الذي تحاول الوصول إليه أيها النقيب ؟
صاح نور في وجهه بغضب :
- أحاول إثبات تورطك في هذا الأمر يا سيد مجدي .
تدخل القبطان قائلا بحزم :
- وما الذي يفيده مجدي من محاولة تعطيل الناقلة ما دام سيشاركنا المصير نفسه أيها النقيب ؟
التفت نور مواجها القبطان وقال :
- ربما هي محاولة لإضاعة الوقت فقط فقط حتى تتمكن إحدى ناقلات فضاء الدول الأخرى من الوصول إلى السر قبلنا .
صاح مجدي بحنق :
- ولماذا أنا بالذات أيها النقيب ؟
دفع نور سبابته في صدر مجدي وهو يقول :
- لدي أسباب مقنعة يا سيد مجدي وأراهنك أن الرادار سيؤكد وجود سفينة غريبة بالقرب من ( م . ف . م ) .
تهلل وجه مجدي وهو يشير إلى الرادار قائلا :
- حسنا ها هو ذا الرادار دعنا نتأكد من نظريتك العبقرية هذه .
هز حسن كتفيه بتعجب ثم ضغط زر التشغيل بالرادار ولكن شاشته ظلت مطفأة فقطب حسن حاجبيه وقال بعصبية :
- يالا التعاسة *!! حتى الرادار يرفض العمل .
زوى القبطان ما بين حاجبيه بقلق وقال :
- فلندع الله إذن ألا يواجهنا نيزك ضخم وإلا ارتطم بنا قبل أن نتنبه حتى لاقترابه منا .
قال نور بهدوء :
- يمكننا استخدام المنظار الفلكي المقرب .. إنه يعمل يدويا يا سيدي القبطان .
أطرق القبطان قليلا ثم قال :
- حسنا أيها النقيب سأستخدم المنظار اليدوي حتى يمكننا حسم هذه المشكلة ومواجهة مشكلة تعلقنا هكذا في الفضاء .
لم تمض لحظات حتى كان حسن يتطلع في المنظار الفلكي اليدوي فسأله نور :
- أراهنك أن الناقلة الغريبة هناك أليس كذلك ؟
ضحك مجدي وقال :
- لا تأمل ذلك أيها النقيب سيؤكد حسن فشلك بعد ثانية واحدة .
رفع حسن رأسه وكان وجهه شاحبا وهو يتطلع إلى الجميع بصمت فسأله مجدي بقلق :
- ماذا حدث يا حسن ؟ ... إنك لم تجد شيئا أليس كذلك ؟
بدا صوت حسن متحشرجا وهو يقول بأسف :
- معذرة يا مجدي ولكنها تبدو أمامي بوضوح .. مركبة فضائية لم أر لها مثيلا من قبل .. مركبة سوداء مرعبة !!
***
جحظت عينا مجدي وتراجع إلى الخلف بذعر وهو يشيح بكفه صائحا :
- مستحيل ... مستحيل ... إنها خدعة .
ثم استدار محاولا الخروج من الغرفة ولكن نور قفز نحوه وجذبه من سترته ثم وجه إلى فكه لكمة قوية أفقدته وعيه وقال :
- ها قد أوقعنا بالخائن .
ظهر الغضب على وجه القبطان وقال :
- أنت مخطئ أيها النقيب .. ستؤكد لك الأيام أنك قد ارتكبت خطأ شنيعا .
جلس نور أمام المنظار الفلكي وهو يقول مبتسما :
- فلندع ذلك للأيام يا سيدي القبطان أما الآن فلنر إلى أية دولة تتبع هذه المركبة السوداء التي ...
كان نور قد نظر من خلال المنظار في هذه اللحظة فبتر عبارته وتمتم بذهول :
- ياللهول !! إنها مرعبة بحق .
كانت المركبة التي يراها سوداء شديدة القتامة حتى أن ضوء النجوم لم يكن ينعكس فوق سطحها على الاطلاق وحتى ملامحها عجز نور عن تفسيرها ... كانت سوداء بشكل لم يرة بشر من قبل ولم يتصور أحد وجوده ... كانت تشبه ظلا ينعكس على حائط قاتم .
ابتعد نور عن المنظار وقال لمحمود :
- انظر إلى هذا المشهد وأخبرني عن تقريرك له يا محمود .
نظر محمود من خلال المنظار ثم قطب حاجبيه وقال :
- هذا مذهل .. لم أر شيئا مثل ذلك على الاطلاق .
ثم رفع رأسه عن المنظار وقال :
- الشئ الوحيد الذي أستطيع قوله يا نور هو أن هذه المركبة السوداء لا يمكن أن تكون من كوكب الأرض .
ساد الصمت لحظة ثم ضرب القبطان الحائط بقبضته وقال بغضب :
- إنكم تتصرفون بحماقة مطلقة أيها الشبان .. ولكم خيال واسع للغاية .. ألم تتنبهوا إلى المشكلة التي تواجهنا ؟ .. ألم يقلقكم توقف الآلات على الاطلاق ؟ .. هل يقدر أحدكم معنى تواجدنا في الفضاء الخارجي على بعد ثلاثة آلاف مليون ميل من كوكب الأرض داخل ناقلة معطلة ؟
تنبه الجميع إلى خطورة الموقف لأول مرة فتبادلوا النظرات بقلق على حين استطرد القبطان قائلا :
- إن معنى موقفنا هذا هو الضياع في الفضاء الشاسع أيها السادة .. معناه أن هذه الناقلة ستتحول إلى قبر فضائي .. قبرنا الفضائي إلى الأبد .
***
جلس نور في غرفة اجتماعات الفريق على مقعد ضخم وقد بدت على ملامحه كل معالم التركيز والتفكير العميقين على حين أخذت سلوى تتابع من خلال النافذة الزجاجية جسد حسن الذي أخذ يسبح في حلته الفضائية البراقة خارج الناقلة محاولا فحص محركاتها من الخارج بحثا عن أسباب عدم استجابتها للحركة وجلس رمزي ومحمود يشاهدان للمرة الخامسة التسجيل المجسم الذي التقطه الأخير للصورة السلبية التي تكونت داخل الغرفة وبعد فترة طويلة من الصمت قال نور :
- لماذا جزمت بأن هذه المركبة السوداء ليست من كوكب الأرض يا محمود ؟
استدار محمود ليواجهه وقال :
- لأنها سوداء شديدة القتامة أيها القائد .
ثم اعتدل مستطردا :
- إن جميع المعادن المعروفة على كوكب الأرض يمكنها عكس ولو مقدار ضئيل من الضوء الساقط عليها أيها القائد وذلك ينطبق أيضا على جميع أنواع الطلاء ومهما بدا لنا المعدن قاتما فإنه يعكس مقدارا من الضوء يكفي لتمييز معالمه على الأقل أما هذه المركبة فهي تبدو لنا شديدة القتامة غير مميزة كالظل وهذا لا ينطبق على أي معدن أرضي كما سبق أن قلت .
وفجأة صاحت سلوى بجزع وهي تشير عبر النافذة الزجاجية السميكة :
- يا إلهي !! لقد أفلت جسد حسن .. إن محرماته النفاثة المثبتة في ردائة الفضائي تعمل بصورة عكسية وتدفعه بعيدا عن الناقلة .. سيتوه جسده في الفضاء .
قفز نور نحو النافذة وتطلع إلى جسد حسن الذي أخذ يدور حول نفسه وقد بدا عليه الارتباك والخوف وكلما حاول الاقتراب من الناقلة دفعته النفاثات بعيدا عنها ...
أسرع نور مغادرا الغرفة وهو يصيح :
- لابد من إنقاذه .. لابد من إرجاعه وإلا فقدناه إلى الأبد .
صاحت سلوى بذعر :
- ماذا تنوي أن تفعل يا نور ؟
أوقفها رمزي قائلا :
- سيحاول إنقاذه يا سلوى .. سيخرج من الناقلة خلفه .
جحظت عيناها وهي تقول برعب :
- ولكن محركات نفاث حلته قد تعمل عكسيا أيضا .. رباه !! قد نفقدهما معا .
زوى رمزي ما بين حاجبيه وقال :
- لا فائدة يا سلوى لن يمنعه شئ عن أداء مهمته .. إنني أعلم أنها مهمة انتحارية ولكن دراستي لشخصية نور تؤكد أنه لن يتراجع عنها حتى ولو كلفته حياته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 1:08 pm

<hr style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>
9- مغامر في الفضاء .....
قال القبطان جودت وهو يعاون نور على ارتداء حلة السباحة في الفضاء ويثبت النفاثات المحركة خلف ظهره :
- قبل أن تنطلق في محاولتك إنقاذ معاوني أيها النقيب أحب أن أوجه إليك اعتذارا فلقد كنت أظنك مغرورا متعنتا ولم أتصور مطلقا أن تحاول ...
قاطعه نور وهو يتجه نحو أنبوب الخروج قائلا :
- فلنوفر هذه العبارات الجميلة لما بعد يا سيدي القبطان فالوقت ضيق للغاية .
ثم ابتسم وهو يغلق الأنبوب خلفه قائلا :
- هذا إذا قدر لنا أن نلتقي ثانية .
لما كانت آلات الناقلة كلها متوقفة فقد أضطر نور إلى مغادرتها مستخدما الاسلوب اليدوي مما أضاع وقتا طويلا حتى شعر فجأة بجسده خفيفا معلقا في الفضاء خارج الناقلة ورأى جسد حسن وقد ابتعد كثيرا فقال لنفسه :
- والآن لننطلق خلف الهدف عسى أن نعود معا أو نسبح معا في الفراغ إلى الأبد .
ضغط نور على الأزرار التي تدفع بجسده إلى الأمام ولكنه فوجئ بالمحركات تدفعه إلى الخلف بعيدا عن الناقلة فأوقفها ثم قطب حاجبيه وقال :
- يالسوء الطالع !! إن الأمور كلها تسير على عكس ما نرغب .
وفجأة برقت عيناه ببريق لو شاهده رفاقه لقفزوا فرحا واطمأنت قلوبهم .. بريق مألوف يعني دائما أن النقيب نور الدين محمود قد توصل إلى حل غموض كا يكتنفهم من ألغاز .
***
أخفت سلوى وجهها بكفيها حينما رأت المحركات وهي تدفع نور إلى الخلف كما حدث مع حسن وشهقت بالبكاء وهي تقول :
- يا إلهي !! لقد اندفع نور إلى ما خلف الناقلة .. لن يتوقف مطلقا حتى لو أوقف المحركات فالقصور الذاتي سيدفعه إلى مالا نهاية .
ربت رمزي على كتفها وهو يقاوم دموعه بصعوبة على حين ظل محمود صامتا وقد تملكه الذهول والأسى وود لو نطق بعبارة تطمئن سلوى ولكنه لم يجد في نفسه الشجاعة الكافية للتفوه بالكلمات فلقد كان يشعر في قرارة نفسه أن الكلمات مهما بلغت من بلاغتها لن تنجح في رثاء نور بما يوفيه قدره ...
وفجأة شهق رمزي بفرحة عارمة وهو يشير عبر الزجاج صائحا :
- رباه !! انظروا لقد نجح .. لقد نجح هذا الشاب العظيم .
لم يختلف طعم الدموع أو تركيبها الكيميائي وهي تنهمر من عيني سلوى ولكن مشاعرها تبدلت بشكل عظيم فلقد تلاشى حزنها وتلاشت لوعتها فجأة وانفجرت السعادة في شرايينها وهي تشاهد نور بردائه الفضائي البراق وهو ينطلق بمساعدة النفاثات على ظهره في الاتجاه الصحيح نحو جسد .. بمهارة فائقة حتى أن القبطان جودت قد تخلى عن وقاره وهتف بسعادة غامرة :
- ياله من رجل !! يا للعظمة !!
وأمام عيونهم المبهورة مال نور بجسده في الفضاء اللانهائي وانحنى نحو حسن وأمسك بحزامه متشبثا به في قوة ثم دار بمهارة وانطلق عائدا نحو الناقلة الفضائية التي قفز ركابها وهم يطلقون صيحات الفوز والسعادة .
***
احتضن القبطان جودت نور بحرارة وصاح وهو يضغط على كفه في راحته بقوة :
- مناورة رائعة أيها النقيب .. لقد كنت تشبه نسرا عظيما في سماء مظلمة .
تخضب وجه نور بحمرة الخجل وهو يتمتم قائلا :
- لقد كان كل منكم قادرا على فعل ذلك يا سيدي القبطان .
ضحك القبطان بحماس وهو يقول :
- كف عن تواضعك أيها الشاب لقد كنت رائعا عظيما حتى أنني لا أشعر بالخجل عندما أتوجه إليك بالاعتذار عما بدر مني في حقك سابقا .
شحب وجه نور وهو يقول :
- لقد ذكرتني بعمل ثقيل لابد لي من أدائه يا سيدي القبطان .
قاطعه حسن وهو يسأله في حيرة :
- ولكن لماذا عملت أجهزة الدفع النفاثة بحلتك على حين لم تعمل بأجهزتي ؟
كان نور يبدو آسفا وهو يقول :
- لقد كان الأمر بسيطا للغاية يا سيد حسن .. سأخبرك بكل شئ .. سأخبركم جميعا بكل شئ بعد أن أقوم بمهمة ضرورية للغاية .
سألته سلوى بفضول واهتمام :
- ما هذه المهمة يا نور ؟ولم تبدو آسفا إلى هذه الدرجة ؟
أشار نور نحو غرفة مجدي وقال :
- المهمة تتعلق بالسيد مجدي النبراوي ولابد من أدائها الآن , وهذا ما يشعرني بالاسف والاسى .
***
تطلع مجدي إلى أفراد الفريق والقبطان وحسن ثم قال بحنق :
- ما الذي تريدونه هذه المرة ؟ ... هل قررتم اعدامي ؟
تقدم نور نحوه بخطوات بطيئة ثم وضع يده على كتفه وأطرق برأسه وهو يقول بلهجة آسفة :
- يا سيد مجدي هل تقبل اعتذاري ؟
اتسعت عيون الجميع دهشة على حين قطب مجدي حاجبيه وقال :
- اعتذارك ؟ .. الآن ؟ .. لقد اهنتني إهانة بالغة أيها النقيب .. لقد أسأت إلي بتسرعك وقلقك .. عم تريد الاعتذار ؟ عن اتهامك لي بالخيانة ؟ أم عن تلك اللكمة التي وجهتها إلى فكي ؟
قال نور بأسف :
- عن كل شئ يا سيد مجدي لقد كنت مخطئا .. لقد ظننت في البداية أن شخصا ما وراء كل هذه الأحداث والظواهر العجيبة ولكنني كنت مخطئا ... اغفر لي اساءتي إليك .
تبادل الجميع النظرات فيما بينهم وتعلقت سلوى بذراع نور وقالت بلهجة تقطر فضولا :
- لقد توصلت إلى الحل كعادتك يا نور أليس كذلك ؟
التفت نور إليها وقال بهدوء :
- بلى يا عزيزتي لقد توصلت إلى الحل كاملا .
ثم توجه إلى رفاقه والملاحين قائلا :
- لقد توصلت بفضل الله – سبحانه وتعالى – إلى كشف غموض هذه الأحداث العجيبة .. في نفس اللحظة التي تعطلت فيها الأجهزة النفاثة ... وأعتقد أن الحل سوف يذهلكم كما فعل معي تماما .

__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 1:09 pm

10- اللقاء الأول .....

جلس الجميع في حجرة اجتماعات الفريق وتعلقت أبصارهم بنور الذي وقف بجوار النافذة الزجاجية المطلة على الفضاء الشاسع وبدأ حديثه بقوله :
- دعونا نلخص أولا الأحداث العجيبة منذ البداية ... سنبدأ بحادث الضوء الأبيض المنبعث من الفجوة السوداء ( ث . ج 21 ) مخالفا كل القواعد العلمية والفلكية المعروفة في عالمنا ويلي ذلك حادث الجسم غير المعروف في عالمنا والذي خالف قواعد الرصد وأعطى صورة عكسية على شاشات الدفاع وتجاوز في الوقت نفسه أقمار الليزر الدفاعية دون أن تنتبه إليه أو تطلق أشعتها نحوه وبعد ذلك ينفجر فور ملامسته الغلاف الجوي للأرض ويحول السماء إلى اللون الأحمر القاني بدلا من الأزرق المعتاد .
صمت نور لحظة دون أن ينطق أحد الحاضرين أو يحاول مقاطعته ثم تابع قائلا :
- وبعد ذلك تأتي تلك الأحداث العجيبة التي واجهتنا داخل الناقلة والتي تنتهي بتوقف الآلات عن العمل ورصد المركبة الفضائية القاتمة السواد وعمل آلات الدفع النفاثة بشكل عكسي .. والآن ما الرابط بين جميع هذه الأحداث ؟
قال رمزي بعد لحظة من التردد :
- ربما أنها جميعا غير مألوفة أو بمعنى أدق عجيبة .
ابتسم نور وقال :
- هذا صحيح يا عزيزي رمزي ولكن التعبير الأدق هو أن جميع هذه الأحداث معكوسة .
سرت همهمة خافتة ثم قال القبطان جودت :
- ألق بتفسيرك دفعة واحدة أيها النقيب فلا طاقة لنا على الانتظار .
ابتسم نور وقال :
- حسنا يا سيدي القبطان ولكن لابد لي من ذكر بعض النقاط اولا حتى يصبح تفسيري مقبولا .
ثم واجه الجميع قائلا :
- هل تذكرون يا رفاق حديثنا عن حادث سيبيريا ؟ ... لقد كانت إحدى النظريات المفسرة له تفترض أن النيزك الذي اصطدم بالأرض كان مصنوعا من المادة المضادة .
قطب محمود حاجبيه متمتما :
- يا إلهي !! المادة المضادة ؟ نعم إنها تفسير أقرب إلى الصواب .
أشار إليه نور قائلا :
- لقد فهمتني بسرعة يا عزيزي محمود ولكنني سأفسر الأمر للباقين .. إننا نعلم جميعا أن كل المواد الموجودة في الكون مكونة من ذرات وأن كل ذرة منها عبارة عن نواة موجبة الشحنة تدور حولها مجموعة من الإليكترونات السالبة الشحنة ويتوقف عدد الإليكترونات على نوع المادة نفسها ولكن عالما أمريكيا يدعى ( كارل أندرسون ) أثبت فيما مضى وجود ما يسمى بالمادة المضادة وحتى الكون المضاد .
تهلل وجه سلوى وقالت :
- إذن فأنت تعني أنه هناك مكان ما في الكون تكون فيه الذرة عبارة عن نواة سالبة تدور حولها إليكترونات موجبة بعكس الكون الذي نعيش فيه .
ابتسم نور وقال :
- هذا ثابت علميا منذ عام ألف وتسعمائة واثنتين وثلاثين , ولكن أين الممر الذي يوصل بيننا وبين الكون المضاد أو المعكوس ؟
ثم أشار عبر الزجاج إلى الفضاء اللانهائي وقال :
- إنه هذه الفجوات السوداء التي تمتص وتجذب كل شئ حتى الضوء أيها السادة ... باختصار أن هذه الفجوات السوداء ما هي إلا همزة الوصل بين الكون والكون المضاد .
زوى القبطان جودت ما بين حاجبيه وهو يقول بقلق :
- إن ما تقوله يمثل نظرية مذهلة أيها النقيب ولابد لك من إثباتها بشكل لا يقبل الشك .
هز نور كتفيه وقال :
- إنني لا أضع نظريات علمية يا سيدي القبطان إنني أحل فقط لغزا علميا معقدا .. والشئ الوحيد الذي يؤكد صحة تفسيري هو قدرته على توضيح كل جوانب الغموض .
جلس نور على مقعد خال وشبك أصابعه وهو يتابع قائلا :
- دعنا نفسر الأحداث مرة ثانية في ضوء نظرية المادة المضادة أو العالم المعكوس.. سنبدأ بأن نتصور وجود مخلوقات حية عاقلة على الجانب الآخر من الفجوة السوداء حيث تبدو لهم تلك الفجوة بيضاء ناصعة لأنها بطبيعة الحال ستعمل بعكس ما هو مألوف في عالمنا فتكون قوتها طاردة لا جاذبة فتطرد أو تعكس كل الضوء الساقط عليها وهذا يجعلها تبدو بيضاء بالفعل ... دعنا نتصور أن المخلوقات العاقلة المعكوسة قد قررت المغامرة بتحدي القوى الطاردة للفجوة البيضاء من جانبهم وتمكنوا باستخدام نوع متفوق من الوقود من عبور الفجوة ما الذي سيحدث حينئذ ؟ .. سيبدو لنا عبورهم كشريط أبيض من الضوء المبهر للأبصار .. وهذا ما حدث بالفعل .. لكن دخولهم إلى عالمنا سيحدث خللا لا شك فيه .. صحيح أن الفضاء فارغ لا توجدبه ذرات ولكن المركبة الفضائية المصنوعة من المادة المضادة ستصنع حولها مجالا عكسيا على الرغم منا وسيتسبب هذا المجال في تعطيل أجهزة المرصد الفضائي المصري أو على الأدق ستدفعها للعمل بصورة عكسية ولذلك توقف إرسال الصور المجسمة من ( م . ن . م ) .
قاطعه القبطان قائلا :
- إذن فنظريتك مبنية على مجرد تصور أيها النقيب .
قال نور بهدوء :
- إن أعظم النظريات العلمية قد بدأت بهذه الطريقة يا سيدي القبطان فلو توافقت جميع الأحداث مع التصور الأولي لأمكن اعتباره تصورا سليما ولا تنس أن تركيب الذرة أو ضفائر الوراثة لم ير بأية وسيلة عندما وضع تصورة الأولي .
هز القبطان رأسه قائلا :
- هذا صحيح أيها النقيب .. استمر في سرد استنتاجك .
تابع نور قائلا :
- لو أننا طبقنا نظرية المادة المضادة على ذلك الجسم الذي انفجر في سماء كوكبنا لوجدناها مطابقة بشكل رائع , فمن الطبيعي أن تحاول المخلوقات العاقلة المعكوسة الاتصال بأقرب كوكب يضم مخلوقات عاقلة ولما كنا الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية المأهول بالسكان فقد تم ارسال كبسولة صغيرة تضم بعض المعلومات عن عالمهم وما أن لامست ذرات هذه الكبسولة ذرات الهواء في كوكبنا حتى حدث ما ينتج دائما من التقاء الذرة بالذرة المضادة .... لقد انجذبت النويات بعضها إلى بعض وتلاشت معا ونتج عن تلاشيهما كمية كبيرة من الطاقة أحدثت ذلك الانفجار الرهيب وغيرت طبيعة الغازات في الطبقات العليا مما أعطى هذا اللون الأحمر القرمزي للسماء .
تمتم محمود قائلا :
- إنه تفسير منطقي وعلمي حتى هذه اللحظة .
ابتسم نور واستطرد قائلا :
- ولقد كان من الطبيعي أن تعطي الكبسولة صورة عكسية الألوان على الشاشات التي التقطتها وأن توقف عمل أقمار الليزر الدفاعية بمجالها المعكوس فلا تتم مهاجمتها ...
صمت نور لحظة ثم تابع قائلا :
- ننتقل الآن إلى تلك الأحداث العجيبة التي واجهتنا داخل الناقلة الفضائية ... لقد تنبهت المخلوقات العاقلة المعكوسة إلى طبيعة الكون الذي انتقلت إليه والذي يبدو إليها هو الآخر معكوسا وتنبهت إلى النتيجة الخطيرة التي تسببت فيها كبسولتهم ووقعت المخلوقات في حيرة فهي تريد الاتصال بتلك المخلوقات العاقلة التي هي نحن .. وكانت فرصتهم الوحيدة والأخيرة ولقد حاولوا بالفعل الاتصال بنا ثلاث مرات .
صاح حسن بدهشة :
- هل تقصد الفقاعات الذهبية وتألق شاشات الرادار وتبدل الأضواء .
ابتسم نور وهو يقول :
- هذا صحيح يا سيد حسن .. إن هذه الظواهر الثلاث وإن اختلفت ظاهريا إلا أنها تشترك جميعها في نقطة واحدة وهي أنها منظمة ومنسقة وكأنها رسالة بلغة غير مفهومة وأسلوب غير معتاد لنا ولكنها الوسائل التي يجيدونها والتي تسمح بالاتصال دون أن يتم اللقاء المباشر الذي يمنكه أن يفني الطرفين .
تدخل مجدي قائلا :
- ولكن لماذا توقفت أجهزة ناقلاتنا فجأة .
ضحك نور وقال :
- لقد كان هذا من حسن حظنا يا سيد مجدي فلقد دخلنا المجال العكسي للمركبة السوداء فتوقفت آلات الناقلة لأنها تحتاج إلى عكس الأقطاب أو إلى إدارتها بصورة عكسية وهنا فقط تتحرك بشكل طبيعي لنا وهذا ما نفذته بالفعل عندما كنت أسبح في الفضاء خلف حسن .
اتسعت عينا القبطان جودت وهو يقول :
- يا للسماء !! هل تعني أننا لو تقدمنا نحوهم لتلاشى كلانا وفنينا تماما ؟
أومأ نور برأسه إيجابا وقال :
- هذا صحيح يا سيدي وهم يعلمون ذلك فمن الواضح أنهم يفوقوننا علميا بكثير ؟
ثم نظر نحو محمود وقال باسما :
- بل لعلهم ينظرون إلينا كقوم متخلفين .. وهذا يذكرني بحديث سابق دار بين رمزي ومحمود .
ابتسم محمود وقال :
- هذا صحيح ... لقد كان رمزي محقا .
سأل حسن بفضول :
- ولماذا تبدو مركبتهم سوداء قاتمة إلى هذا الحد ؟
قال نور :
- لأن كل الأمور تدور في عالمهم على عكس ما نألفه يا سيد حسن فالمعادن عندهم تمتص كل الضوء ولا تعكسه مطلقا .
ثم سرح ببصره وهو يقول :
- من المؤسف أن أول لقاء يتم بين مخلوقين عاقلين في الكون لا يمكن فيه لأحدهما حتى مصافحة الآخر .
ابتسم القبطان جودت وهو يتأمل نور بإعجاب قائلا :
- أنت أذكى انسان قابلته في حياتي أيها النقيب ... سأعكس الأقطاب الآن ونعود إلى كوكب الأرض .
ابتسم نور وهو يقول :
- ليس الآن يا سيدي القبطان ... ليس قبل أن نرد التحية لرفاقنا أهل الكوكب المعكوس .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 1:10 pm

<hr style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>

11- رسالة الوداع ....

انهمك محمود في العمل على الجهاز الصغير الموضوع أمامه وقال دون أن يرفع رأسه :
- أمازلت مصرا على أن نرد عليهم الرسالة أيها القائد ؟
ابتسم نور قائلا :
- كل الاصرار يا محمود .. لابد أن يعلموا أننا أيضا كائنات ذكية ومفكرة .
قالت سلوى وهي تلقي نظرة أخيرة على أجهزتها المعقدة :
- تذكر أننا نرسل لهم رسالة لا نفهم مضمونها ... مجرد فقاعات ذهبية تتحرك بنسق معين قد تكون رسالة حرب يا نور .
وقف نور أمام النافذة وسرح ببصره بعيدا وهو يقول :
- إنها ليست كذلك يا عزيزتي فلو أن هؤلاء الزوار ينشدون قتالنا لأكتفوا بأن أطلقوا على ناقلتنا قذيفة صغيرة في حجم رأس الدبوس من المادة المضادة ولكنهم كما ترين يقفون في انتظار ردود فعلنا إزاء الرسالة التي أرسلوها من قبل .
رفع محمود رأسه وقال :
- الرسالة جاهزة أيها القائد ... هل تحب أن أبدأ بإرسالها الآن ؟
نظر نور إلى خاتم الزواج الذي يزين إصبعه الوسطى وقال :
- سأضيف أولا هدية خاصة يا محمود .
ثم ضغط على نتوء صغير للغاية في فص الخاتم فتكونت على المائدة المجاورة صورة مجسمة متحركة لنور وسلوى في حفل زفافهما تأملها نور لحظة ثم قال :
- سأرسل إليهم هذه الصورة أيضا يا محمود ؟
***
تطلع الجميع عبر الزجاج إلى السماء المترامية الأطراف على حين أخذ محمود يبث الرسالة المحمولة على الليزر بدقة وعناية لمدة ساعة كاملة ثم قال القبطان :
- كيف يمكننا أن نعرف أنهم قد استقبلوا رسالتنا أيها النقيب ؟
ابتسم نور وقال :
- سنعرف يا سيدي القبطان .. لست أدري الوسيلة بعد ولكننا بالتأكيد سنعرف .
ثم وضع عينه على المنظار اليدوي وأخذ يراقب السفينة السوداء باهتمام ومرت فترة طويلة قبل أن يبتسم نور قائلا :
- لقد وصلتهم الرسالة يا سيدي القبطان .
تناول القبطان منظاره ونظر من خلاله لتطالعه السفينة السوداء وهي تدور ببطء مبتعدة عن موقعها الأول ومنطلقة باتجاه الفجوة السوداء وعادت أجهزة الناقلة الفضائية للعمل مرة ثانية فصاح نور :
- ها قد عاد كل شئ لما هو مفروض في عالمنا عندما ابتعد المجال العكسي المصاحب للمركبة السوداء .... لن نضطر حتى لعكس الأقطاب .
أسرعت سلوى تضئ شاشة الرصد لتتابع المركبة السوداء في أثناء انطلاقها نحو الفجوة السوداء وسرعتها تتزايد وتضاف إليها قوة الجذب الرهيبة للفجوة وتطلعت عيون الجميع إلى ذلك المشهد المهيب وقالت سلوى بحسرة :
- كم كنت أتمنى أن أرى كيف يبدون ؟
ابتسم نور وقال وهو يتابع المركبة في انطلاقها نحو الفجوة السوداء على شاشة الرصد :
- ولكننا رأيناهم بالفعل يا عزيزتي ... أو على الأقل رأينا صورة مجسمة لهم .
تدلك فكها السفلى بدهشة وهي تصيح :
- نور ... لعلك لا تقصد تلك الصورة السلبية التي ...
قاطعها نور وهو يبتسم قائلا :
- نعم يا عزيزتي إنهم صورة سلبية ( نيجاتيف ) شبيهه لنا تماما ولقد أرسلوا يخبروننا بذلك كما فعلنا نحن معهم .
تهللت أساريرها ضاحكة وهي تقول :
- هل تعني أنك أرسلت صورة زفافنا متعمدا ؟
أحاط نور كتفها بذراعه وقال :
- نعم يا زوجتي العزيزة , لقد صنعت من زفافنا حدثا كونيا سيدخل التاريخ والتاريخ العكسي أيضا .
أراحت سلوى رأسها على كتف زوجها بحنان ثم أشارت إلى شاشة الرصد قائلة :
- انظر ها قد وصلوا إلى نهاية رحلتهم تقريبا .
كانت المركبة السوداء القاتمة مستسلمة تماما لقوة جذب الفوهة السوداء الرهيبة واختلط سواداهما حتى لم يعد أحد ليقدر على تمييز أحدهما عن الآخر ثم انبعث دفقة من الضوء الخافت من مركز الفجوة سرعان ما خبت فقال نور :
- إنهم يبدءون الآن رحلتهم في عالمهم نحو الكوكب الذي ينتمون إليه ويمكننا نحن أيضا أن نبدأ رحلة عودتنا بعد أن انتهت المهمة بنجاح .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
هزيم الألم
 
 
هزيم الألم


عدد الرسائل : 1459
العمر : 39
البلد : مصر
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 09/01/2008

ملف المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف المستقبل   ملف المستقبل Emptyالأربعاء أبريل 30, 2008 1:10 pm

<hr style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>

12- الختام ...

انبعثت موسيقى رقيقة تملأ بهو منزل نور وسلوى وتحرك هو نحو القبطان جودت وربت على كتفه قائلا :
- هل يعجبك الحفل يا سيدي القبطان ؟
التفت إليه القبطان مبتسما وقال :
- رائع ... ولكنني لست أدري أهو بمناسبة نجاح المهمة ؟ أم هو بمناسبة حمل زوجتك ؟ أم هو بمناسبة الترقية ؟
ابتسم نور وقال :
- يمكنك أن تقول أنه لهذه الأسباب مجتمعة .
حرك القبطان رأسه يمنة ويسرة وقال :
- لقد كنت أظن أنهم سيمنحونك وسام الشرف من الدرجة الأولى بسبب عبقريتك ولكنهم اكتفوا بترقيتك إلى رتبة رائد .
ابتسم نور بهدوء قائلا :
- إنها تكفيني يا سيدي القبطان , فلقد أصبحت أصغر من يحمل رتبة رائد في المخابرات العلمية بأكملها وهذا شرف عظيم .
تدخل محمود قائلا :
- لا تنسَ أنك قد أرسيت قواعد نظرية جديدة أيها القائد وربما تم ترشيحك لنيل جائزة حورس في العلوم الفلكية .
ضحك نور وقال :
- هذا مستحيل يا عزيزي محمود فالقواعد تقتضي منح هذه الجائزة للعلماء فقط وليس لرجال الشرطة .
تمتم رمزي بأسى :
- تبا للقواعد والروتين لقد كنت تستحقها عن جدارة .
اقتربت منهم سلوى وتأبطت ذراع نور وقالت ضاحكة :
- عندما نقيم حفلا آخر يا نور ذكرني كي أضع لافتة تمنع التحدث في العمل أثناء الحفل .
ضحك الجميع وقال مجدي النبراوي مداعبا :
- لقد كنت أظن القبطان جودت وحده هو صاحب الأوامر الصارمة .
ثم التفت إلى نور وسأله باهتمام :
- قبل أن نوقف الحديث حول ما حدث هل لديك تفسير لتوجه الفقاعات الذهبية نحو سماعات أجهزة الاتصال ؟
أسرع محمود قائلا :
- يمكنني أنا تفسير هذه النقطة فهذه الفقاعات ذات طبيعة موجبة ولذلك فهي تحتاج إلى وسيط لنقلها داخل ناقلتنا الفضائية ولقد تمثل هذا الوسيط في أجهزة الاتصال .
رفعت سلوى كفها أمام وجهها وقالت باسمة :
- كفى ... لن يتحدث أحدكم في العمل بعد الآن ... سنتناول جميعا طعام العشاء في الشرفة حيث نتطلع إلى النجوم .
ثم ابتسمت بخبث وهي تقول للقبطان جودت :
- أم أن النجوم قد أصبحت تسبب لك الملل والقلق بعد هذه الرحلة الأخيرة يا سيدي القبطان ؟
تحولت ملامح القبطان إلى الجدية وهو يقول :
- مطلقا يا سيدتي فمهما واجه ملاحو الفضاء من أهوال في أسفارهم فإنهم لا يستطيعون أبدا مقاومة هذا النداء الذي يملأ قلوبهم ... ذلك الذي يسمونه ..
ثم أشار إلى السماء وهو يستطرد قائلا بشغف :
تمت نحمد الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://svuy.ahlamontada.com
 
ملف المستقبل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب جنوب الوادى  :: 
أدبيـــــــــات
 :: 
مكتبة القصص والروايات
-
انتقل الى: