لماذا ؟؟!!

حياتي تتسم بالهدوء والسكون فكل شئ من حولي كل ركن من أركان المنزل كل قطعة من قطع الاثاث كل شئ يغلفه السكون

وكل شئ في حياتي منظم جداً كل شئ له وقت محدد وله مكان محدد لا يحلم بأن يفارقه ولو للحظات قليله

وبينما انا منهمكة في عمل ما أتاني صوت أغنية يستمع اليها أحد الجيران وهو يمارس هوايته المفضله في ازعاج الأخرين وفرض عليهم الاستماع لما يستمع اليه

ولكني في هذه المره لم استطع ان اسخط عليه أو أن أغضب منه ولكني وجدتني وبلا ارادة مني أرهف السمع وأنصت لكلمات الاغنيه حتي اغرورقت عيناي بالدموع وأنا أردد مع اللحن

" لماذا تخليت عني إذا كنت تعرف أني أحبك أكثر مني لماذا ؟! "

ووجدتني اردد وأنا اجهش بالبكاء

لماذا ؟!

لماذا ؟!

لماذا ؟!

لماذا تخلي عني وتركني وحيدة بين جدران منزلنا وهو يعرف تمام المعرفة أني أحبه كثيراً ولا أستطيع العيش بدونه

ماذا أذنبت ؟؟ وما هي جريمتي ؟؟

ووجدتني أُسائلُ نفسي ويرتد اليّ صدي الصوت حاملاً السؤال بلا اجابة تريحني وتجعلني أدرك حقيقة ما حدث ولما حدث

قررت أن أنهي حالة الجمود التي بيننا وأعرض عليه تساؤلاتي لعلي أجد الاجابة الشافية عنده

وطلبته وبمجرد أن استمعت الي صوته في الهاتف وجدتني وبالرغم عني أردد كلمات الاغنيه

" لماذا تخليت عني إذا كنت تعرف أني أحبك أكثر مني لماذا ؟! "

ولم استطع أن أزد كلمة أخري بعدها فقد غلبني البكاء

وجعله بكائي يرق ويلين ويتودد اليّ في كلامه ولم أكن أدرك أن لدموع المرأة مثل هذا الاثر العظيم علي الرجل الذي يحيل غضبه وجموحه الي رقة وليونة وعذوبة في الحديث

قال لي إنه أيضاً يحبني مثل حبي له وإن لم يكن أكثر ولكنه سئم الهدوء والسكون وكره النظام والدقه

" حبيبتي لقد اشتقت للجنون وللصخب

عندما يمتد العمر بنا و تمر بنا السنوات تقتطع منا ومن أحلامنا الكثير والكثير يبقي دائماً ذلك الطفل الصغير مسجوناً بداخلنا يرفض المغادره ويلح علينا أن نترك له فسحة من الوقت والمكان ليستطيع الخروج بين الفينة والاخري ليمارس طفولته بكل ما تحمله من شقاوة وضخب وجنون

ماذا لو سمحنا لانفسنا بأن يتملكنا الجنون لحظات

نتراشق برزاز الماء أو بالوسائد أو نتصارع أو اي عمل أحمق مجنون اخر

ماذا لو سمحنا للافكار الجنونية ان تغزو عقولنا بين الحين والاخر حتي تكسر الملل وتصنع لحياتنا شكل اخر "

ذهبت عني نوبة البكاء واخذت أنصت لما يقول واتفهم ما يعني وأدرك حقيقة خطئي وعلة أمري

ووجدتني اقاطعه

" عُد اليّ عُد الي بيتك فبدونك ليس هناك من معني للهدوء ولا للجنون ولا للحياة نفسها

عُد وليكن هذا اول عمل جنوني نقوم به

والبقية تأتي "