هزيم الألم
عدد الرسائل : 1459 العمر : 39 البلد : مصر رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: اشتغال المعتكف بما لا يعنيه في اعتكافه الإثنين أغسطس 30, 2010 3:56 am | |
| يبدأ في اليوم العشرين من رمضان ، وعند غروب الشمس دخول المعتكفين إلى معتكفهم , في المساجد الكبرى ,وفى الجوامع , الكل يتسابقون لنيل رضوان الله تعالى , ويحدوهم الأمل في الظفر بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ,ومتشوقون إلى النظر إلى وجه الله الكريم في الفردوس الأعلى من الجنة , والاستمتاع بالحور العين , وأنهار الجنة ,ونعيمها , وفى الجنة مالا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر . والاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان سُنَّةٌ مؤكدة , وقد كان النبي- صلي الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضانمن الرمضانات التسع التي قضاها في المدينة المنورة : عشرة أيام , فلما كان العام الذي قبض فيه - صلي الله عليه وسلم - ,اعتكف - صلي الله عليه وسلم - عشرين يوماً ( [1] ) . إن المعتكفين في عصرنا قد خرجوا عن المألوف في الاعتكاف , واشتغلوا بما لا يعنيهم , وتكلموا بما يزريهم ,وخاضوا فيما ليس لهم به علم . - فمنهم المجادلون في دين الله تعالى بغير علم . - ومنهم المراءون الذين يطلبون الشهرة بين الناس . - ومنهم اللصوص الذين يتربصون الفرص , ويتحينون غفلة الآخرين , أو انشغالهم بالعبادة ليسرقوا أمتعتهم . - ومنهم الخارجون على القانون الذين يلتمسون الأمن والأمان في ساحات الاعتكاف , وما هم بمعتكفين . - ومنهم الهاربون من زوجاتهم وأهليهم . - ومنهم المتسولون . - ومنهم , ومنهم , ومنهم ... أصناف كثيرة من المعتكفين في عصرنا , ضاع في زحامهم المخلصون , الذين خرجوا إلى المعتكف ,لم يخرجهم إلا الاعتكاف حسبة لله تعالى , والتزموا بآداب الإسلام في الاعتكاف. فالمعتكفون المجادلون لا حظ لهم في اعتكافهم إلا التعب , والسهر , والجوع والعطش ,وقد قال - صلي الله عليه وسلم - : ( المراء في القرآن كفرٌ ) ( [2] ) , وقال - صلي الله عليه وسلم - : ( كفى بك إثما أن لا تزال مخاصماً ) ( [3] ) , وقال - صلي الله عليه وسلم - : ( إن أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخَصِمُ ) ( [4] ) ,وقال - صلي الله عليه وسلم - : ( ما ضَلَّ قومٌ بعد هُدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) ,ثم قرأ:﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا﴾ ( [5] ). والمعتكفون المراءون قد عبدوا الناس من دون الله , وسيفضحهم الله تعالى إن عاجلاً ,وإن آجلاً على رؤوس الأشهاد , ولا حول ولا قوَّة إلا بالله , وقال تعالى في صفات المنافقين الذين أعد لهمالدرك الأسفل من النار وبئس المصير :﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ ( [6] ). وقال الله تعالى في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك , من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري , تركته وشِرْكَهُ ) ( [7] ) ،وقال - صلي الله عليه وسلم - : ( من سمَّعَ سمَّعَ الله به , ومن يُرَائي يرائي الله به ) ( [8] ) . أما اللصوص الغادرون بالآمنين , المتربصون بالمعتكفين المخلصين أو الغافلين نومهم , أو تهجدهم ,فإن الله تعالى لهم بالمرصاد , ولن يفلتوا منه أبداً , ما لم يتوبوا , ويعيدوا ما خطفوه إلى أصحابه ,قال - صلي الله عليه وسلم - : ( لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة , يقال : هذه غَدْرةُ فلان ) ( [9] ) , وقال - صلي الله عليه وسلم - : ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً , ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يَدَعها : إذا اؤتمن خان , وإذا حدَّث كذب , وإذا عاهد غدر , وإذا خاصم فجر ) ( [10] ) . وأما الهاربون من زوجاتهم وأهليهم , فإن كان فراراً إلى الله , وإيثاراً لقربه عن قربهن , وتقديماً لمحبته على محبتهن , فهو المحمود المثاب عليه , بل إن فاعله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ,حيث من بينهم : ( ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ) ( [11] ). وأما إن كان هروبهم منهن من أجل الهروب فلا ,قال - صلي الله عليه وسلم - : ( كل عمل ابن آدم له , الحسنة بعشر أمثالها , إلى سبعمائة ضِعْفٍ ,قال الله : إلا الصوم , فإنه لي , وأنا أجزي به , يدع الطعام من أجلي , ويدع الشراب من أجلي , ويدع لذَّته من أجلي , ويدع زوجته من أجلي , ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك , وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر,وفرحة حين يلقى ربه ) ([12] ) . فيا معشر المعتكفين !! · أخلصوا لله في عملكم , واعلموا أن الله مطّلع على قلوبكم , فأروا الله من أنفسكم خيراً !!· لا تتخذوا الخيام في معتكفكم إلا عند طعامكم .· واحفظوا المساجد من بصاقكم , ومخاطكم , فإن ذلك إثم كبيرٌ .· ولا تخرجوا من المعتكف إلا لحاجة شرعية ضرورية. · واخرجوا منه إلى المصلى يوم العيد , ولا بأس أن تخرجوا منه بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان .· واشتغلوا بتلاوة القرآن الكريم , ومدارسة العلم الشرعي , وخاصة الفقه , لأنه الخير الكثير ,وهو الحكمة التي ينشدها الحكماء , فالوقت معكم وحاولوا الفوز بها .· قوموا الليل , أو ثلثه , أو نصفه , أو ثلثه الأخير , وتهجدوا .· وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة .· ولا تنسوا إخوانكم المسلمين في فلسطين , وفى كل مكان وليكن لهم من خالص دعائكم , وصالح أقوالكم النصيب الأوفى .· ولا تنسونا من صالح دعائكم , هدانا الله إياكم سواء السبيل . منكلام الشيخ / عبد الله عبد الله السَّـحْت ([1])رواه البخاري,وأبو داود,وابن ماجة .([2] )رواه أبو داود,وابن حبان,والطبراني,وإسناده حسن .([3] )رواه الترمذي,وقال غريب . // ([4] )رواه البخاري ومسلم,والترمذي,والنسائي .[size=16] ([5] )رواه الترمذي,وابن ماجة,وابن أبي الدنيا,وقال الترمذي : حسن صحيح .([6] )النساء / 142 . // ([7] )رواه مسلم . // ([8] )متفق عليه .([9] )متفق عليه . //( [10] )متفق عليه . // ([11] )متفق عليه .([12] )رواه ابن خزيمة الصوتيات حقيقة الإعتكاف - الشيخ محمد الشنقيطى أخطاء فى الإعتكاف - على الشبل الرياء - مسعد أنور الغيبة والنميمة - وجدى غنيم المرئيات لماذا الجدال ؟؟ - محمد العريفى لماذا الجدال | |
|