هزيم الألم
عدد الرسائل : 1459 العمر : 39 البلد : مصر رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: بين وهم التاريخ والعمل الشاق الإثنين يونيو 21, 2010 11:24 am | |
| بين وهم التاريخ والعمل الشاق
أحمد خفاجي
في المرات العديده التي ناقشت فيها غربيين متعصبين لإسرائيل وحاولت إقناعهم بالعدول عن تأييد الصهيونيه وإقناعهم بالحقوق العربيه المشروعه في فلسطين المحتله كانو يختمون المناقشه بعبارة طالما قضمت من أحشائي قضمة وعضت في عظامي ونهشت لحمي نهشا , وكنت اقف أحيانا علي مقربة من البكاء.
عندما يفشل المتعصبون لإسرائيل في إدارة النقاش لصالح إسرائيل يتعمدون التصريح في وجوهنا بمقولة تلخص الصراع وتكشف عن بواطنه , يقولون لقد هزمتكم إسرائيل وأخذت الأرض عنوة منكم ومن ثم فقد أصبحت ملكا لها بشرعية القوه , لقد قيل لي هذا الكلام عدة مرات وفي كل مره لم أجد إلا ردا واحدا يشفي غليلي , كنت أقوللهم لقد إحتل الصليبيون القدس مائة عام ,وأخلوها تماما من الوجود العربي ومع ذلك تمكن العرب من إستعادة قدسهم مرة أخري ودحرو الصليبيين , إنها حتمية التاريخ وحقائق الجغرافيا.
ردت هذه الكلمات إعتباري مرات عديده و سببت غيظا لكل من ضايقني بكلماته وأستخدمتها لإقناع المتخاذلين من أبناء الأمه ممن قبلو ضياع فلسطين وأعتبرو إسرائيل حقيقة باقية إلي الأبد , ولكنني لا أريد أن أخدع نفسي ولا أريد أن أخدعكم بترديد هذه المقوله والركون إليها , لأننا لانواجه حملة صليبية أخري , إن الأمه تواجه هجمة مختلفة تمام الإختلاف عن الهجمات الصليبيه , لقد كان الصليبيون أجلافا , لا فرق بينهم وبين البقر , كانو محاربين بلا ثقافة وبلا صنعه , لا يجيدون شيئا غير القتل , بينما كانت الأمة العربيه أمة متحضرة ذات موروث ثقافي وقدرات تقنيه توفرت لها نتيجة العمل والفكر والثراء , كان العرب أنذاك يجيدون كل شيئ مقارنة بالصليبيين , كانو يجيدون زراعة وصناعات هذا الزمن أكثر مما يجيدها الغربيون , دعك من هذه الصور المزيفه التي صورها لنا يوسف شاهين عن أميرات صليبيات متعاليات علي العرب في فيلم الناصر صلاح الدين , لقد كان الفيلم مجموعة من التلافيق والأكاذيب الخرفه
في هذا الزمن أجادالعرب صناعة الملبس والمأكل وكل ما يلزم للحياه ولم يكن الصليبيون غير مجموعات من قطاع الطرق تجمعو في جيوش تتمني نهب ثروات الشرق
لقد دُهشت وأنا أشاهد برنامج علي إحدي قنوات الطهي الأمريكيه عندما قال مقدم البرنامج أن فكرة الطهي ودخول أواني الطهي إلي أوروبا حدثت علي يد المسلمين عبر جنوب إيطاليا وأسبانيا
في الحقبة الصليبيه لم يُبهر العرب بالصليبيين ولم يتأثرو بهم ثقافيا , لأن الغزاه لم يكن لديهم ما يُبهرون به العرب , وعلي العكس من ذلك تماما جاءت الهجمة الأستعماريه الحديثه بغزو فكري وبمنتجات وبأفكار لا عهد لنا بها ,وقد توجت هذه الهجمة الإستعماريه نجاحها بإقامة دولة إسرائيل في قلب العالم العربي , وقد مر علي النكبه أكثر من ستين عاما ولا يبدو في الأفق القريب أننا قادرون علي إستعادة فلسطين وبيت المقدس , لذلك وجدت أن في الركون إلي البشاره التاريخيه بالنصر القادم حتما نوعاً من الخداع وتخدير الأمه , ووجدت أنه من المناسب أن أذكر نفسي وأن أذكر حضراتكم إلي إمكانية ضياع فلسطين إلي لأبد , وأكثر من ذلك إلي إحتمالية إندثار الأمه العربيه كأمة لها خصائص مشتركه وأهداف واحده وإستبدالها بالكيانات الوطنيه المحصوره في حدود الدوله الأقليميه المتقزمه التابعه والمتعاونه مع الكيان الصهيوني , وماحديثهم عن الكنز الإستراتيجي إلا شاهد من شواهد المستقبل الملبد بالغيوم الصهيونيه.
إذا كان لدينا حلما بالنصر وبالأمة العربية الواحده فلا مفر أمامنا إلا العمل الشاق ليلا ونهارا ,وإستحضار حلم النهضه العربيه من جديد وتفعيل كل أدواته الممكنه والدفاع عن وجودنا الثقافي واللغوي والإقتصادي وإلا سيلحق الوطن العربي بالإندلس .
العمل الشاق يلهم الأفكارالعظيمه والجهد المستمر الدؤوب يغير خرائط العالم هذا ما يجب أن نتعلمه من هزائمنا وإلا .......
| |
|